تؤكد أوساط قريبة من حزب الله أن كل اهتمامه منصب هذه الأيام على قراءة التداعيات المحتملة لحدث "داعش" على كل من سوريا ولبنان. حتى أن قيادة التنظيم الشيعي الأول والأقوى في لبنان والمنطقة انكبت طيلة الأسبوعين الماضيين على دراسة وقائع ما جصل في شمال غرب العراق وكيفية حصوله وأسبابه المباشرة وغير المباشرة، من أجل التحوط لما قد يأتي لاحقاً.
تبدأ الأوساط نفسها بتعداد الأسباب الداخلية للانهيار الذي حصل. فهي تعرف وتعترف بهشاشة الدولة التي بنيت في العراق بعد سقوط صدام. كما تعرف عمق الصراعات المذهبية التي خلفتها أحداث عقد كامل من الزمن. فضلاً عن عوائق الفساد في بغداد، والارتجال في حل الجيش العراقي ومن ثم التعثر في كل محاولات إعادة بنائه. وصولاً لاحقاً إلى حل تنظيمات "الصحوات" بعد القضاء على أبو مصعب الزرقاوي، بدل تفعيلها وربطها بتركيبة الدولة.