بغداد - يقع العديد من الجزر في مناطق مختلفة على طول امتداد نهر الفرات داخل العراق منذ بداية دخوله إلى الأراضي العراقيّة، وصولاً إلى مصبة، ومن بينها الجزر التي سيطر عليها "داعش" في محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين. وكانت هذه الجزر سابقاً ملاذاً لمقاتلي التنظيم الّذي استخدمها أيضاً للدعم العسكريّ، مستغلاًّ ترابطها بمناطق صحراويّة شاسعة تمتدّ من الموصل إلى الأنبار والمناطق السوريّة. وبعد تحرير المدن الأنباريّة من سطوة التنظيم، أصبحت ملاذاً له مرّة أخرى، وكان لا بدّ من تطهيرها قبل انطلاق معركة الموصل الكبرى. وبتطهيرها تضرب القطعات العسكريّة عصفورين بحجر واحد: الأوّل، حماية المدن المحرّرة من أيّ هجمات جديدة وانتقال حائط الصدّ الأوّل من نهر الفرات إلى ما بعد هذه الجزر، إضافة إلى السيطرة على الطريق الدوليّة الرابطة بين العراق والأردن. أمّا الثاني فتأمين ظهر القوّات المسلّحة العراقيّة المتقدّمة نحو الموصل ومنع أيّ محاولة التفاف عليها، إضافة إلى منعهم من استخدامها ملاذات آمنة لهم ولسلاحهم أثناء محاوله الفرار من الموصل.
هذه الجزر بالترتيب، هي: الخالديّة، الرمادي، هيت، البغدادي، وحديثة. ويمثّل تواجد "داعش" في هذه المساحات الشاسعة خطراً كبيراً على المناطق المحرّرة، إذ تتعرّض بصورة مستمرّة، بل يوميّة لوابل من صواريخ الكاتيوشا وقصف بقذائف الهاون وصواريخ الخلافة، إضافة إلى عبور كتائب الانغماسيّين لتنفّذ هجمات وغزوات بصورة مستمرّة.