أزمة الاعتكاف في المساجد المصريّة

القاهرة — إنّ الاعتكاف هو سنّة مؤكّدة عن النبيّ محمّد، يتمثّل في أن يمكث المسلم في مسجد من المساجد لفترة معيّنة يبتعد فيها عن أعمال الدنيا، وينشغل في أعمال العبادات لله فقط مثل الصلاة وتلاوة القرآن، وذكرالله. معزي الاعتكاف أن ينشغل المسلم بالتقرب إلي الله ويبتعد عن الإعمال التي يقوم بها يوميا من اجل الدنيا لذا يمكن للمسلم أن يعتكف ولو ليلة واحدة داخل المسجد في أي وقت في السنة ولكن أفضل وقت للاعتكاف عند المسلمين هو العشر الأواخر من رمضان. واقتضاء بالنبيّ محمّد، أصبح العديد من المسلمين ينتظرون شهر رمضان الكريم لإقامة هذه السنّة، ولكن قد لا يتحقّق مراد البعض ممّن يقبلون على الاعتكاف هذا العام في مصر، إذ وضعت وزارة الأوقاف، للمرّة الأولى، شروطاً عدّة ليتمكّن المواطنون المسلمون من الاعتكاف بناء على الحال الأمنيّة والسياسيّة الحاليّة في مصر. وفي هذا المجال، أصدرت وزارة الأوقاف المصريّة بياناً عن تلك الشروط علي موقعها الرسميّ في 29 مايو/أيّار الماضي، مشيرة إلى أنّ مخالفة تلك الشروط تجعل الاعتكاف اجتماعاً خارجاً عن القانون، وستّتخذ ضدّه الإجراءات القانونيّة اللاّزمة.

وفنّدت وزارة الأوقاف المصريّة تلك الشروط بعناصر عدّة، هي: أن يكون الاعتكاف داخل المسجد الجامع لا في الزوايا ولا المصليّات، وتحت إشراف إمام أو خطيب مصرّح له من وزارة الأوقاف أن يرفع تقرير من مدير الإدارة التابع لها المسجد يفيد بأنّ هذا المسجد يصلح للاعتكاف. وأن يكون المعتكفون من أبناء المنطقة المحيطة بالمسجد جغرافيّاً، ومعروفين بالنّسبة إلى إدارة المسجد، فيقوم المشرف على الاعتكاف بتسجيل الراغبين في الاعتكاف من خلال بطاقة الرّقم القوميّ قبل بداية الاعتكاف بأسبوع على الأقلّ، وأيّ خلل يحدث خلال الاعتكاف يكون من مسؤوليّات إدارة الأوقاف التّابع لها المسجد، ممّا يمكّنها من التّعامل معه. كما يتمّ اعتماد المسجد من قبل وزارة الأوقاف كمسجد مصرّح له بالاعتكاف.