تخسر السّعوديّة نفوذها في كافّة أنحاء الهلال الخصيب لصالح منافستها إيران. ومع أنّ موقع الرّياض يشهد تراجعًا مقارنة بطهران منذ بعض الوقت، نرى هذا التّوجّه آخذًا في التّسارع. تعود انتكاسات السّعوديّة بشكل جزئي إلى عوامل خارجة عن سيطرتها، لكنّها ناتجة أيضًا من نقاط ضعف كامنة في القدرات السّعوديّة.
لم يعد للمملكة نظام صديق في العراق منذ أن غزا صدام حسين الكويت قبل ربع قرن وهدّد بمواصلة تقدّمه إلى المنطقة الشّرقيّة السّعوديّة الغنيّة بالنّفط. لكن في الجزء الأكبر من ثمانينيّات القرن الماضي، كانت السّعوديّة والعراق شريكتين مقرّبتين في احتواء الموجة الثّوريّة من إيران. فقد قام الملك فهد بتزويد صدام بعشرات مليارات الدّولارات من المساعدات في خلال الحرب العراقيّة الإيرانيّة؛ وبدون مساعدة السّعوديّة الماليّة، لكانت سقطت العراق. حشد فهد أيضًا دول الخليج الأخرى لمساعدة صدام وروّج له كقوّة يجب العمل معها في واشنطن.