القاهرة - أعلن رئيس جهاز تنمية مدينة بدرعمّار مندور، في مؤتمر صحافيّ في 7 حزيران/يونيو أنّه تمّ البدء في أعمال بناء أكبر مدينة طبّيّة للسياحة العلاجيّة في مصر والشرق الأوسط وأفريقيا في مدينة بدر التي تقع على بعد 47 كيلومتراً من القاهرة على طريق (القاهرة – السويس)، باستثمارات تقدّر بنحو 20 مليار جنيه (حوالي 1.2 مليار دولار)، موضحاً أنّ 90% من استثمارات المشروع مصريّة إضافة إلى بعض الجهات الأجنبية. ومن المقرّر، وفق مندور، أن تضمّ المدينة الطبّيّة 13 معهداً متخصّصاً في مختلف العلوم الطبّيّة بطاقة استيعابيّة قدرها ألفا سرير، ومهبطاً للإسعاف الطائر، ومستشفى تعليميّاً، وحدائق استشفاء طبيعيّة ومشتلًا للنباتات الطبّيّة.
وقال الأمين العامّ لجامعة بدر والمدينة الطبّيّة محمّد سليمان، خلال مؤتمر الإعلان عن المشروع في 7 حزيران/يونيو إنّ المدينة ستدار بأحدث نظم الإدارة فى العالم لتقديم خدمة جيّدة للمريض المصريّ والأجنبيّ، وإنّه سيتمّ تخصيص 10% من نسبة الأسرّة لعلاج غير القادرين من المواطنين المصريّين مجانًا، مشيراً إلى أنّ مساحة المشروع 109 أفدنة (ما يقارب الـ500 ألف متر مربّع)، وسيتمّ بدء الخدمة الطبّيّة فى المرحلة الأولى للمشروع بعد 30 شهراً من تاريخ البدء في التنفيذ، إذ إنّه من المقرّر الانتهاء من تنفيذ المشروع في الكامل بعد مرور 5 أعوام على بدء التنفيذ.
وقال رئيس مجلس إدارة شركة القاهرة للاستثمار والتنمية العقارية المنفّذة لأكبر مدينة طبّيّة للسياحة العلاجيّة حسن القلا، خلال استضافته في برنامج الحياة اليوم على فضائيّة الحياة في 9 حزيران/يونيو إنّ نصيب مصر من السياحة العلاجيّة لا يتناسب مع المقوّمات التي تتمتّع بها من مناخ مناسب ومناطق فيها خصائص تساعد على تواجد هذه النوع من السياحة، إضافة إلى الكفاءات الطبّيّة، مضيفاً: "ما نسعى إليه هو أن تكون مصر من خلال هذا المشروع المقصد الأوّل للسياحة العلاجيّة في الشرق الأوسط وأفريقيا من دون منازع، خصوصاً في ظلّ اهتمام مصر بالرعاية الصحّيّة".
وتابع أنّ المشروع سيدعم الاقتصاد المصريّ من خلال الزيادة في السائحين الوافدين إلى مصر، إلى جانب توفير حوالى 15 ألف فرصة عمل بين أطبّاء وعاملين في المدينة، قائلاً: "جارٍ حاليّاً التعاقد مع شركة أجنبيّة لتولّي الإدارة لمدّة بضع سنوات، ثمّ ستنسحب تدريجيّاً حتّى تصبح الإدارة مصريّة".
وأشار القُلا إلى: أن المدينة العلاجيّة المزمع إنشاؤها تقع في طريق السويس في شرق القاهرة وفي جوار العاصمة الإداريّة الجديدة وعلى بعد 3 دقائق من الطريق الدائريّ الإقليميّ وعلى بعد 50 دقيقة من ميناء العين السخنة على شاطئ البحر الأحمر.
واعتبر رئيس مجلس أمناء المؤسّسة المصريّة للسياحة العلاجيّة والاستشفاء البيئيّ (مستقلّ)، الدكتور عبد العاطي المناعي، في اتّصال هاتفيّ مع "المونيتور" أنّ وجود مدينة متخصّصة في السياحة العلاجيّة مثل المدينة المزمع إنشاؤها، سيمثّل إضافة قويّة وواعدة لمجال السياحة الصحّيّة في مصر، قائلاً إنّ مصر لديها وفرة في الأطبّاء المتخصّصين بكفاءة عالية على مستوى وزارة الصحة والسكّان والقطاع الخاصّ وهو ما سيمثّل دعماً لهذا المشروع.
وأردف: "لا بدّ من التمييز بين السياحة العلاجيّة والتي تعتمد في الأساس على المستشفيات والمصحّات العلاجيّة، وسياحة الاستشفاء والتي تعتمد على المناطق ذات الخصائص الطبيعيّة مثل المياه الكبريتيّة والرمال العلاجيّة التي تستخدم في علاج بعض الأمراض، لأنّ ذلك سيساعد على الترويج الصحيح للمدينة في الخارج".
وتضمّ مصر مجموعة من المناطق التي تتمتّع بالخصائص اللازمة للسياحة الاستشفائيّة، لما تتوافر فيها من مياه كبريتيّة ورمال علاجيّة ومناخ مناسب، ومن هذه المناطق مدينة الغردقة التي تتميّز بطينة الشعاب المرجانيّة، ومدينة سفاجا التي تتميّز برمالها العلاجيّة لمرض الصدفيّة، وحمّام فرعون في محافظة سيناء حيث المياه الكبريتيّة، إلى جانب مناطق أخرى تتمتّع بالخصائص ذاتها، وفق موقع الهيئة العامّة للاستعلامات (حكوميّة).
وأشار المناعي إلى أنّ المنافسة السعريّة مع دول الغرب التي ستكون لصالح مصر، وكذلك إمكان العلاج والاستفادة بزياة الأماكن السياحيّة في مصر في رحلة واحدة، سيمثّلان عامل جذب للسيّاح، مشدّداً على ضرورة الاهتمام بالخدمات المقدّمة إلى ذوي الاحتياجات الخاصّة والمسنّين، لأنّ كلّ ذلك سيساهم في زيادة الفئات المستهدفة للسياحة، وهو ما يصبّ في النهاية في صالح الاقتصاد المصريّ.
بدوره، قال وكيل اللجنة الاقتصاديّة في مجلس النوّاب مدحت الشريف في اتّصال هاتفيّ مع "المونيتور" إنّ الاستثمار في السياحة العلاجيّة سيعود بالنفع على اقتصاد البلد ككلّ، من خلال ضخّ عملات أجنبيّة، خصوصاً في ظلّ غياب هذا النوع من السياحة في مصر، على الرغم من توافر الأماكن المناسبة والمناخ الملائم ووسائل الترفيه، مضيفاً أنّه من اللافت للنظر الاتّجاه لبناء المدينة الطبّيّة في إحدى المدن الجديدة مثل مدينة بدر (إذ تم بناؤها في عام 1982)، وليس كما هو معتاد إلى جانب الشواطئ أو المعالم الأثريّة، وهو أمر إيجابيّ.
وتابع: "لا بدّ أن يعتمد مقدّمو الخدمة في المدينة الطبّيّة برامج علاجيّة وترفيهيّة تساعد على جذب السيّاح ومتلقّي الخدمة، وكذلك رحلات إلى المناطق ذات الخصائص الطبيعيّة العلاجيّة، ودراسات سوق لتحديد ما يرغب به السائح وينشده".
من جانبها، رأت أستاذة الاقتصاد في جامعة عين شمس في القاهرة يمن الحماقي في اتّصال هاتفيّ مع "المونيتور" أنّ بناء مدينة متخصّصة في السياحة العلاجيّة تمثّل استثماراً جيّداً في هذا المجال، وتعتبر دعماً للاقتصاد المصريّ، خصوصاً في ظلّ مناخ مصر وموقع المدينة المميّزين، لافتة إلى أنّ إنشاء مدينة كهذه سيساهم في الاستفادة من الكفاءات الطبّيّة التي تلجأ للسفر إلى الخارج لندرة فرص العمل في مصر.
وقالت الحماقي إنّ نجاح المدينة مرتبط بمدى تدريب الكوادر البشريّة العاملة فيها على التعامل مع مختلف جنسيّات السيّاح والدراية بالأمراض التي يعاني منها السيّاح المستهدفون في أفريقيا والشرق الأوسط، إضافة إلى توفير مميّزات في السعر على سبيل المثال، تجعل مصر في أولويّة قائمة البلاد المستهدفة للسياحة العلاجيّة.