إنّها المرة العشرين التي يزور فيها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني روسيا خلال الأعوام الـ 18 الأخيرة وكان ذلك الأسبوع الماضي. إلاّ أن الزيارة بعيدة كلّ البعد عن مجرّد اجتماع روتيني مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
تتسم العلاقات الثنائية بين البلدين بالمتانة منذ عقود. ولو كان تكرار المبادرات الدبلوماسية مؤشرًا، لتبيّن أن الأردن هو حليف موسكو الأقوى في الشرق الأوسط. إلاّ أنه وعلى الرغم من أن سجل التعاون مرموق بين البلدين وعلى الرغم من وجود نوع من الكيمياء بين الملك عبد الله وبوتين، لم يكن لعمان دورٌ بارزٌ في الاستراتيجية الروسيّة في شرق الأوسط، بما في ذلك في سوريا. ولكن، أمام التحدي الذي واجهته موسكو والمتمثل في كيفية إقامة مناطق عدم التصعيد في سوريا، وعلى الأخص تلك الواقعة على طول الحدود الأردنية، خضعت هذه المقاربة إلى عملية تقييمية العام الماضي. وتركّز الاهتمام بشكل رئيسي خلال الاجتماع بين الملك عبد الله وبوتين في 15 شباط / فبراير على الحاجة إلى التوصل إلى تسوية للحرب في سوريا، وعلى التحدي القديم المتمثل في التسوية الإسرائيلية - الفلسطينية والتي ازدادت تعقيدًا مؤخرًا.