يستمر الخصوم المتحاربون في سوريا في تبادل الأدوار، من مقلب إلى آخر في الهاوية السحيقة. في 27 آذار/مارس الماضي، استعاد الجيش السوري والحرس الثوري الإسلامي الإيراني و"حزب الله" اللبناني السيطرة على تدمر من أيدي تنظيم "الدولة الإسلامية". بعدما فرض تنظيم "داعش" سيطرته على المدينة لمدة عشرة أشهر تقريباً، دخلت القوات الموالية للحكومة السورية المدينة تحت غطاء جوي من المقاتلات الروسية التي شنّت 41 طلعة في أربعة أيام، ما أسفر عن مصرع أعداد كبيرة من مقاتلي "الدولة الإسلامية".
بعد هذا الانتصار، عكس ابتهاج الموالين للنظام شعوراً بالنصر الكامل. كانت التوقعات كبيرة جداً إلى درجة أن وسائل الإعلام القريبة من هذا الفريق لمّحت إلى أن دير الزور هي المدينة المقبلة على لائحة التحرير. تستغل القوات المناهضة لتنظيم "داعش" الهدنة بين النظام والثوّار التي دخلت حيز التنفيذ في 26 شباط/فبراير الماضي، والتي ساهمت في الحفاظ على هدوء نسبي على كل الجبهات ما عدا جبهات المواجهة مع "الدولة الإسلامية" و"جبهة النصرة".