بابل، العراق — يتفاعل الطفل العراقيّ مع الحرب في بلاده، متأثّراً بتحوّل الحياة المدنيّة إلى معسكر حربيّ كبير، تظهر فيه رموز الحرب من أسلحة ومقاتلين ورايات الفصائل المسلّحة. ليست عسكرة المجتمع غريبة عن العراقيّين، فقد جرّبها صدّام حسين في عام 1998 من أجل الغزو على المجتمع والسيطرة عليه. أمّا الآن، فهدفها مقاتلة تنظيم "داعش" الإرهابيّ الذي احتلّ مناطق شاسعة في شمال العراق وغربه منذ حزيران/يونيو 2014.
ومن أجل هذا الهدف الذي يحظى بأهميّة استثنائيّة، تجري تعبئة عسكريّة في البلاد، يتطوّع فيها آلاف العراقيّين في صفوف الجيش والفصائل المسلّحة، شملت ، نفسيّاً على الأقلّ، التلاميذ والصبيان في المدارس الابتدائيّة والمتوسّطة. هذه التعبئة انعكست على فعاليّاتهم الإبداعيّة من رسم وأناشيد وخطابات، بل أنّ الألعاب التي باتت شائعة لديهم هي مجسّمات المسدّسات والبنادق وارتداء البدلات العسكريّة حتّى في الفصول الدراسيّة.