يدور نقاش ساخن ضمن القيادة الإيرانيّة حول إرث مؤسّس جمهوريّة إيران الإسلاميّة، آية الله روح الله الخميني. يتذكّر الإصلاحيّون تلك الفترة على أنّها "عصر ذهبيّ" أشرف في خلاله المرشد الأعلى السابق على طبقة سياسيّة متنوّعة لا تتدخّل في الشؤون السياسية اليوميّة إلا عندما تدعو الحاجة، وغالبًا ما كان يأتي هذا التدخّل لصالحهم. من جهتهم، يميل المحافظون والمتشدّدون إلى تذكّر الخميني كقائدٍ صاحب رؤية وقف بثبات في وجه تهويل الغرب، بخاصّة الولايات المتّحدة، ونجح في القيام بذلك. وإنّ الروايتين، إلى جانب الكثير من الحكايات الأخرى التي تُذكِّر بأحداث معيّنة، بغضّ النظر عن دقّتها، تأتي في أغلب الأحيان في خدمة مصالح ذاتيّة وتُستعمَل لانتقاد الأعداء السياسيّين.
هذ العام، وفي ذكرى وفاة الخميني، خرجت هذه الروايات المتعارضة إلى الواجهة من جديد وتصدّرت العناوين في الإعلام الإيراني. وإنّ آية الله علي خامنئي، الذي أصبح المرشد الأعلى مباشرة بعد الخميني، تحدّث علنًا في 4 حزيران/يونيو ضدّ مخاطر "تشويه" شخص الخميني في مقام الإمام الخميني الذي تمّ تجديده حديثًا جنوب طهران.