تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الوجه الجديد للنساء العربيات في الكنيست

في مقابلة مع المونيتور، تفسّر عايدة توما سليمان وهي ناشطة اجتماعية وستكون عضواً في الكنيست عمّا قريب مسيرتها السياسية الراسخة في القطاع العربي في محاربة العنف ضدّ النساء وتعزيز التعايش.
Arab-Israeli parliament members and other candidates join their hands after it was announced that a joint political slate of all the Arab parties will be running in the upcoming elections, during a news conference in Nazareth,  January 23, 2015. Four political parties that mostly represent Israel's Arab minority have decided to run together in elections on March 17, creating a potential counter-weight to Prime Minister Benjamin Netanyahu and his right-wing allies. Opinion polls suggest the united Arab list

من بين العرب الإسرائيليين، تُعتبر عايدة توما سليمان رمز المرأة القوية والمستقلّة والصارمة. ولكن بالنسبة للعديد من الإسرائيليين كانت شخصية مجهولة إلى أن عُيّنت المرشحة الثانية على قائمة حزب الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة والمرشحة الخامسة على القائمة العربية المشتركة.

إنّ الأشخاص الذين يقدّرونها وتابعوا مسيرتها النشطة والمنكبّة على مرّ السنين والتي شملت محاولاتها الفاشلة سابقاً في ضمان مركز على قائمة حزب الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة تنهّدت برضا بعد انتخابات هذا الأسبوع، "وأخيراً" ستصبح عضواً على القائمة العربية-اليهودية المشتركة التي جمعت 13 مقعداً في الكنيست. والجميع مقتنع بأنّها ستكون عضواً فاعلاً وبنّاءً في البرلمان.

وُلدت توما سليمان في الناصرة وهي وجه معروف في القطاع العربي وقطاعات أخرى أيضاً بفضل نشاطاتها العامة الراسخة. في عام 1992، أسّست الجمعية النسائية العربية نساء ضدّ العنف وشغرت منصب رئيستها التنفيذية. كما أنّها كانت المرأة الأولى في لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل ورئيسة تحرير صحيفة الاتحاد اليومية. شكّل الانخراط الاجتماعي والسياسي جزءاً من حياتها منذ أيام دراستها الثانوية. إنّ الأشخاص الذين يعرفونها ومسيرتها الطويلة في الحياة البرلمانية يضيفون أيضاً بارتياح، "وأخيراً."

في مقابلة مع المونيتور، تتكلّم بصراحة عمّا فعلته حتى الآن وعن نشاطاتها المستقبلية. كما أنّها تتطرّق إلى نظرة المجتمع اليهودي إلى الإسرائيليين العرب وتحديداً النساء العربيات.

ها هو نصّ المقابلة:

المونيتور:  بدأت تسعين وراء منصب في حزب الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة منذ 22 عاماً خلال أيام الكنيست الثالث عشر (1992). استلزمك إقناع الحزب بمهاراتك السياسية وقتاً طويلاً.

توما سليمان:  أوّلاً، لنبدأ بتحديد الإطار السياسي. إذا كنّا نتحدّث عن العمل البرلماني، فبالفعل استغرقني ذلك وقتاً. ولكنّني من الأشخاص الذين يؤمنون بأنّه يمكن متابعة السياسة خارج إطار الكنيست ولقد أثبتّ ذلك.

كنت من بين مؤسسي اللجنة الدولية للنساء من أجل العدالة والسلام في إسرائيل وفلسطين التي تضمّ 20 امرأة إسرائيلية و20 امرأة فلسطينية و20 امرأة من حول العالم. وكنت من بين المشاركات في كتابة الرؤية المستقبلية للسكان العرب (وهو مقال نشرته لجنة المتابعة العليا في عام 2006). كنت أوّل امرأة تعمل في لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل. كما أنّني عملت كمحرّرة لصحيفة الاتحاد الإسرائيلية الناطقة باللغة العربية. لذا أعتقد أنّ السياسة لا تقتصر على الكنيست. 

المونيتور:  في إسرائيل، تمّت مقارنتك بسرعة بعضو آخر في القائمة المشتركة وهي حنين زعبي. ويبدو أنّك فوجئت بعض الشيء.

توما سليمان:  أؤمن بإيديولوجيا شيوعية واجتماعية تقدّر الشراكة العربية – اليهودية. ولكن أودّ التشديد على أنّني أعتقد أنّ ما عاشته زعبي كان جزءاً من رغبة الشعب الإسرائيلي والتوجه الصهيوني السائد بخلق فزّاعة يمكن استخدامها لشحن المشاعر ولتجسيد عدوّ جديد يستطيع الناس أن يصبّوا كرههم عليه. ظُلمت زعبي، وفي الواقع، تتحدّث عن الظلم الذي عانى منه الناس تحت الاحتلال وعن الحقوق القومية والمدنية للشعب الفلسطيني العربي داخل دولة إسرائيل. كما أنّها تتكلّم عن القيم الديموقراطية والمساواة بين عامّة الشعب.

لعلّنا لا نتشارك الأسلوب والطريقة نفسها في التعبير عن آرائنا ولكنّ وجهات نظرنا السياسية تتشابه إذ نتحدّث ضدّ الاحتلال ونشجّع الديموقراطية.

المونيتور:  طلبت ألّا تتمّ مقارنتك بها. هل تعتقدين أنّها تؤذي القطاع العربي؟

توما سليمان:  أظنّ أنّه يحقّ لأيّ شخص يمارس نشاطاً اجتماعياً أن يطلب ألّا يُقارن بأحد آخر. إذا كانت المقارنات سارية، لمَ لا تقارنونني بتمار غوجانسكي، العضوة اليسارية السابقة في الكنيست؟ فلدينا الوجهة الإيديولوجية نفسها.

المونيتور:  أتحبّين أن تُقارني بها؟

توما سليمان:  تمار هي قدوة يُحتذى بها. إنّها قائدة أتشارك معها الإيديولوجيا نفسها. حاربت ضدّ الاحتلال ومن أجل السلام وحقوق المرأة والعمّال. لذا فهي تشرّف الجميع. ولكن أتمنّى أن تتعرّفوا عليّ كعايدة توما سليمان.

المونيتور:  إنّ انخراطك السياسي والاجتماعي ليس وليد الأمس. ما الذي شجّعك على الانخراط في النشاط الذي تقومين به اليوم؟

توما سليمان:  ترعرعت في منزل كان شديد الإيمان بقدرتي كإنسان وليس كامرأة. تعلّمت أن أكون حاسمة وأن أنظر إلى ما يجري من حولي وأطرح الأسئلة المناسبة، على غرار "كيف يمكن إصلاح هذا الوضع؟" ليس من باب الصدفة أنّني بعمر 21 اخترت أن أكون شيوعية. عندما أرى الظلم مهما كان الجندر أو الجنسية المعنية، أشعر بأنّه لا يمكنني أن أتفرّج من دون التحريك ساكناً.

أرغب في خلق مكان وبيئة أفضل لي وللأجيال الصاعدة. لديّ ابنتان وأردتهما أن تكبرا في مجتمع يتقبّلهما كشابّات. أردتهما أن تترعرعا في بلد يعاملهما بديموقراطية. عندما سجّلت ابنتي في الحضانة، تشاجرت مع المسؤولين هناك لأنهم لم يريدوا قبولها كون الحضانة قرب منزلنا كانت يهودية.

بعد شجار كبير، تمّ قبولها. كبرت في وقت كان حزب الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة قد ربح الانتخابات في الناصرة مع أمل إحداث فرق وتغيير الأمور. ودفعني هذا كلّه إلى النظر من حولي وطرح الأسئلة المناسبة والرغبة في التغيير.

المونيتور:  في هذا العصر، يبدو أنّ الإسرائيليين العرب هم الوحيدين الذين يتحدثون علناً وبفخر عن كونهم شيوعيين. بنظر الإسرائيليين، الشيوعية باتت مصطلحاً ازدرائياً أو بالياً.

توما سليمان:  بالفعل، الشيوعية باتت كلمة ازدرائية ولكنّ الماركسية ليست كذلك. أتذكّر أنّ ابنتي قالت لي مرّة، "أظنّ أنّه من الأسهل أن يكون المرء عربياً شيوعياً بدلاً من أن يكون يهودياً شيوعياً." كي تكون شيوعياً عربياً هو أن تكون جزءاً من مجموعة حاربت من أجل حقوقها ودافعت عن الشعب العربي قبل عام 1948 حتى انتهاء الحكم العرفي. كمجموعة وكأفراد، دفعنا ثمناً باهظاً. أظنّ أنّ الفخر ينبع من تاريخ الحزب بين الشعب العربي وهذه كانت طريقة لنحافظ على ثقافتنا. حافظت صحيفة الاتحاد ومجلّة الجديد على الثقافة العربية خلال محاولات قولبة الإنسان العربي الجديد بصورة عربي إسرائيلي متحرّر من جذوره القومية. وقد ساهمت صحيفة الحزب الشيوعي في الحفاظ على هذه الثقافة. بدأ سميح القاسم ينشر قصائده فيها وكذلك إميل حبيبي ومحمود درويش.

المونيتور:  بعد إذنك، أريد التطرّق إلى موضوع مؤلم. منذ أربعة سنين، فقدت زوجك وباتت مسيرتك إلى الكنيست مسيرة وحيدة. هل تعتقدين أنّ خسارتك لزوجك قادتك إلى الانخراط في السياسة البرلمانية؟

توما سليمان:  نعم، كان لديّ شريك لا تزال ذكراه ترافقني أينما ذهبت. كان مميّزاً جدّاً وكان يدعمني في جميع مِحَني. عندما كان يراني متعبة، كان يقول لي دائماً، "عايدة، لديك رأي مميّز والناس يريدون أن يسمعوه. لا يمكنك أن تقفي على حياد." لطالما كان كلامه يقوّيني ولم يتوقّف عن ذلك. قضيت خمسة أشهر معه خلال فترة علاجه ورأيت أشخاصاً آخرين يعانون من المشكلة نفسها ولكن لم يكُن لديهم الطاقة أو المعرفة للتعامل مع الأمر. رأيتهم يضيعون بسهولة في دهاليز النظام الإسرائيلي الصحي. حتى هناك، يُعامل العرب بطريقة مختلفة. منذ أربعة أعوام، عندما كنت أبحث عن مجموعة دعم لعائلتي ولنفسي، لم أجد أيّ مجموعة ناطقة باللغة العربية.

عندما تكون المرأة أرملة في المجتمع العربي، يحمل ذلك في طيّاته مكانة معيّنة تخبّئ القمع والتمييز. أفكّر دائماً بالنساء المحرومات من حقوقهنّ. كيف يخضن هذه التجربة؟

المونيتور:  يوم الانتخابات، حذّر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قاعدته الانتخابية من أنّ "العرب سيتهافتون على التصويت." خلال مسيرتك الطويلة في هذه الحملة، أعتقد أنّك لاحظت واختبرت المشاعر السلبية في إسرائيل ضدّ العرب.

توما سليمان:  منذ بضعة أسابيع، خلال الحملة الانتخابية، حضرت نقاشات في مدرستين غير حكوميتين في عكا، إحداهما مخصّصة لليهود والثانية للعرب. أخافني أن أرى أنّه في عكا، مسقط رأسي، ثمّة العديد من اليهود الذين يصوّتون لوزير الخارجية أفيغدور ليبرمان من حزب إسرائيل بيتنا، خصوصاً في مدينة تُعتبر مدينة التعايش.

المونيتور:  لدى وصولك إلى الكنيست، أتخيّل أنّك ستقدّمين تجربة طويلة وغنية في محاربة العنف ضدّ النساء والفقر ودعم التعايش. أعتقد أنّ المرء يمكنه أن يقدّر نوع التشريع الذي تريدين التركيز عليه.

توما سليمان:  نعم، جميع الأمور المتعلقة بحقوق العمّال. أريد التطرّق إلى هذه المواضيع وإلى كيفية مساعدة الأشخاص المحرومين من حقوقهم وليس فقط الشعب العربي. لا يمكن تجاهل مسألة الفقر أيضاً التي لديها أوجه عديدة متعلّقة بالجنسية والفئة الاجتماعية.

المونيتور:  لدى وصولك إلى لجنة الكنيست، على الأرجح ستجدين نفسك أمام أعضاء يمينيين لا يملكون أيّ ضوابط. وهم يشكّلون الأكثرية اليوم.

توما سليمان:  لا تقلق. عندما يجدّ الجدّ، أناضل حتى النهاية. أعرف كيف أخوض معارك وأنا أدخل المعترك السياسي لإحداث تغيير وليس لأن أتغيّر.

Join hundreds of Middle East professionals with Al-Monitor PRO.

Business and policy professionals use PRO to monitor the regional economy and improve their reports, memos and presentations. Try it for free and cancel anytime.

Already a Member? Sign in

Free

The Middle East's Best Newsletters

Join over 50,000 readers who access our journalists dedicated newsletters, covering the top political, security, business and tech issues across the region each week.
Delivered straight to your inbox.

Free

What's included:
Our Expertise

Free newsletters available:

  • The Takeaway & Week in Review
  • Middle East Minute (AM)
  • Daily Briefing (PM)
  • Business & Tech Briefing
  • Security Briefing
  • Gulf Briefing
  • Israel Briefing
  • Palestine Briefing
  • Turkey Briefing
  • Iraq Briefing
Expert

Premium Membership

Join the Middle East's most notable experts for premium memos, trend reports, live video Q&A, and intimate in-person events, each detailing exclusive insights on business and geopolitical trends shaping the region.

$25.00 / month
billed annually

Become Member Start with 1-week free trial
What's included:
Our Expertise AI-driven

Memos - premium analytical writing: actionable insights on markets and geopolitics.

Live Video Q&A - Hear from our top journalists and regional experts.

Special Events - Intimate in-person events with business & political VIPs.

Trend Reports - Deep dive analysis on market updates.

All premium Industry Newsletters - Monitor the Middle East's most important industries. Prioritize your target industries for weekly review:

  • Capital Markets & Private Equity
  • Venture Capital & Startups
  • Green Energy
  • Supply Chain
  • Sustainable Development
  • Leading Edge Technology
  • Oil & Gas
  • Real Estate & Construction
  • Banking

We also offer team plans. Please send an email to pro.support@al-monitor.com and we'll onboard your team.

Already a Member? Sign in

Start your PRO membership today.

Join the Middle East's top business and policy professionals to access exclusive PRO insights today.

Join Al-Monitor PRO Start with 1-week free trial