شهدت العقود الأخيرة ظهور نماذج من الحركات النسائيّة المبنيّة على قراءة دينيّة لحقوق المرأة. وقد تميّزت هذه الحركات عن التيّارات النسائيّة الغالبة في الغرب باتّخاذها خطاباً غير علمانيّ، بل منبعثاً من النصوص الدينيّة لأصحاب الديانات، والتزامها بطريقة الاستدلال اللاهوتيّ المتداول لدى المتديّنيين. وهذا لا يخصّ المسلمين فقط، بل هناك نماذج مسيحيّة ويهوديّة وغيرها، وهو ما بدأ يعرف باللاهوت النسائيّ.
وفي العالم الإسلاميّ بالتحديد، على الرغم من أنّ هذا النمط من العمل النسائيّ بقي مثاراً للجدل والشكوك من قبل التيّار العلمانيّ، لكنّه ترك آثاراً إيجابيّة كبيرة في المجتمعات المسلمة في العقود الأخيرة. ووقد تبنّى حتّى بعض الحكومات الدينيّة مثل إيران الكثير من الإصلاحات المنبثقة من الرؤية الدينيّة في الحركة النسائيّة لصالح حقوق المرأة، بينما أظهرت حكومات دينيّة أخرى مثل السعوديّة مقاومة شديدة تجاه أيّ نوع من الإصلاحات لرفع مستوى حقوق المرأة في المجتمع.