في 7 كانون الأوّل/ديسمبر، قدّم الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى البرلمان موازنته الحكوميّة للعام الإيراني الذي يبدأ في 20 آذار/مارس، وجرى وضع الموازنة مع تقدير سعر النّفط بـ72$ للبرميل. وقد أتت تصريحات لاحقة أدلى بها بعض المسؤولين، وانتقادات من جانب وسائل الإعلام المحافظة، لتعرب عن تخوّفات كبيرة حول سعر النّفط.
قال نائب الرّئيس لشؤون التّخطيط والإشراف الاستراتيجي محمد باقر نوبخت إنّ ثلث موازنة إيران فقط تعتمد على الإيرادات النّفطيّة وإنّ الحكومة تأخذ في عين الاعتبار أنّ سعر النّفط لن يبقى ثابتًا. وقال إنه لدى الإعلان عن موازنة العام الماضي، كان سعر برميل النفط 108$، وجرى احتساب الموازنة على أساس 100$ للبرميل، مضيفًا "من كان ليظنّ أنّ سعر 108$ في العام الماضي سينخفض إلى 68$ اليوم؟"
وشرح نوبخت أنّه لا يمكن التكهّن بسعر النفط، لكن يعتقد بعض الخبراء أنّه لن ينخفض تحت 70$، في حين يعتقد آخرون أنّه سيبلغ 80$.
أفاد موقع مشرق نيوز المحافظ بأنّ الحكومة تجاهلت العام الماضي عدّة تحذيرات كانت قد أشارت إلى أنّ وضع الموازنة على افتراض بأنّ النفط سيساوي 100$ هي مجازفة، وذكّره بأنه قال لدى تقديم الموازنة وقتها "بالتأكيد أنّ سعر النفط لن ينخفض دون هذا السعر".
انتقد المقال ثقة نوبخت قائلاً إنّ الكثير من المحلّلين المحليّين والأجانب كانوا قد "حذّروا الحكومة من مغبّة تفاؤلها بسعر النّفط وتقديره بـ100$ للبرميل". وأضاف التّقرير أنّ عددًا من الدّول الأخرى المنتجة للنّفط كانت قد حدّدت موازناتها على افتراض أنّ سعر النّفط سيكون 80$ للبرميل. شكّك موقع مشرق نيوز أيضًا في حكمة تقدير سعر النفط بـ72$ بينما هو حاليًا أكثر انخفاضًا من ذلك.
وفي اجتماع مع مسؤولين حكوميّين في همدان، وصف نائب الرئيس إسحاق جهانغيري انخفاض أسعار النفط بـ"غير الطبيعيّ" لكنّه شدّد على أنّ موازنة إيران قادرة على تحمّل انخفاض أكبر حتّى في أسعار النّفط. وفي اجتماع يوم 9 كانون الأوّل/ديسمبر، قال جهانغيري إنّ انخفاض أسعار النّفط من 115$ للبرميل في منتصف فصل الصيف إلى أقلّ من 70$ هو "مؤامرة سياسيّة" مضيفًا أنّ "هذه المسألة ليست أبدًا حدثًا طبيعيًا ولا نتيجة للعرض والطّلب".
وأردف جهانغيري "في السّنتين الماضيتين وقبل فرض العقوبات، اعتدنا تصدير مليوني برميل من النّفط، وقد انخفض هذا العدد في ظلّ الحكومة الحاليّة بسبب العقوبات إلى مليون برميل".
وبحسب نسخة مكتوبة صدرت عن وكالة أنباء فارس، قال جهانغيري أثناء مناقشة دور "الدول الإقليميّة" في انخفاض السعر، "يجب ألا يقوم مسؤولو هذه الدّول بتلبيد أجواء علاقتهم مع إيران القويّة والمؤثّرة في المنطقة لأنّ هذا لا يصبّ في مصلحتهم". وأضاف "حتّى لو أوصل المتآمرون سعر البرميل إلى 40$، سندير أمور البلاد جيدًا".
برزت تكهّنات حول السّعر الذي تحتاج إيران أن يبلغه النّفط كي تدير موازنتها لهذا العام. وقد قال الكاتب المساهم في المونيتور بيجان خاجهبور مؤخّرًا إنّ إيران تستطيع إنجاح موازنتها لما تبقّى من العام الإيراني إذا بقي سعر النفط عند حوالي 80$ للبرميل.