لم تتعرّض سيادة الدولة اليهوديّة لخطر حقيقي مماثل منذ حرب الاستقلال التي اندلعت بعد يوم واحد من إعلان قيام دولة إسرائيل في شهر تشرين الأول/أكتوبر من العام 1947؛ وفي تلك الحرب، تبدّلت تكرارًا الأطراف المسيطرة على المناطق والأراضي. وبعد أن استقرّت الحملة واتّضحت الصورة أكثر، نشأ الخطّ الأخضر. وحتّى اليوم يبقى هذا الخطّ الحدودَ الدّوليّةَ الوحيدة المعترف بها بين إسرائيل ومحيطها العربي.
منذ العام 1948 وحتّى اليوم، أي منذ أكثر من 66 عامًا، لم يشكّل أيّ من أعداء إسرائيل تهديدًا حقيقيًا لوحدة أراضيها. لم يجر قطّ احتلال أي منطقة إسرائيلية ولا شُنَّت أيّ هجمات عسكرية داخل البلاد. كان الاستثناء الوحيد في حرب أكتوبر في العام 1973 عندما أقدم الجيشان المصري والسوري على اجتياح مفاجئ؛ لكنّ المناطق التي استولى عليها الجيشان كانت قد احتلّتها إٍسرائيل في حرب الأيام السّتّة في العام 1967 وكانت خارج الخطّ الأخضر.