أخبرني صديق لي كان في نيويورك أثناء أحداث 11 سبتمبر أنّ المرء يشعر كيف فقدت المدينة روحها في الأيام والأسابيع التي تلت الهجمات. وإنّ ما يحصل اليوم في تل أبيب لا يكاد يكون مأساويًا مقارنة بذلك الهجوم، لكنّ الشوارع تبعث على شعور مظلم وكئيب، ما يفسد شيئاً فشيئاً الروح الخاصة بتل أبيب ويطغى عليها في النهاية. تتخبّط هذه المدينة في نوبة قلق. كلا، هي لم تتوقف عن العمل، لكنّ أعصابها على وشك الانهيار.
عندما أُطلِقت أوّل الصواريخ على تل أبيب في 8 تموز/يوليو، كان لا يزال يبدو وكأنّ المدينة تمكّنت من المحافظة على ثقتها بنفسها التهكمية التي حمتها من الواقع القاسي في الشرق الأوسط. لم تكن الهجمات الصاروخية غريبة على تل أبيب، فلقد تعرّضت هذه الأخيرة لقصف أثناء عملية عمود الدفاع في العام 2012، وفي ذلك الوقت، سخرت من الهجمات مع ثقة بالنفس لا يملكها إلا قليل من الناس. لم يكن ذلك أمرًا سيئًا كذلك، فالقدرة التي يملكها سكان تل أبيب على مواصلة الاستمتاع بحياتهم، حتى في وقت الأزمات، هي من أكثر المظاهر الساحرة للحياة هناك، في ما يدعوه كثيرون "المدينة الحقيقية الوحيدة في إسرائيل."