بغية إظهار فعاليّة إيران في مكافحة الإرهاب، قال وزير الاستخبارات محمود علوي إنّ وزارته تستطيع الاطّلاع على كلّ المراسلات الإلكترونيّة الخاصّة بالأفراد المشتبه في ضلوعهم في أعمال إرهابيّة. وحرص على الإشارة إلى أنّ الوزارة لا تنتهك معلومات الأفراد الشخصيّة.
وقال علوي إنّ "وزارة الاستخبارات ستقف بلا هوادة في وجه العناصر أو المجموعات الإرهابيّة التي تهدّد أمن الجمهوريّة الإسلاميّة". وأضاف: "أحياناً، يتصرّف الفرد بطريقة لا تترك لوزارة الاستخبارات خياراً آخر سوى التصدّي له".
وبخصوص الإرهابيّين المرتبطين بمجموعات خارجيّة، قال علوي: "عندما يريدون أن ينكروا قيامهم بأعمال تصبّ في مصلحة الأجانب، وعندما نواجههم برسائلهم الإلكترونيّة وبريدهم على "جي مايل" ومحادثاتهم ورسائلهم النصيّة ودردشاتهم، يدركون عندئذٍ أنّهم لا يستطيعون إخفاء شيء عن وزارة الاستخبارات وأنّه لا خيار أمامهم سوى الاعتراف".
وفي النسخة التي وفّرتها وكالة أنباء الطلبة الإيرانيّة، يُفهم من كلام علوي أنّه يتمّ مراقبة النشاط الإلكترونيّ للأفراد المشتبه في ارتباطهم بإرهابيّين قبل اعتقالهم، وإلا سيكون على القوى الأمنيّة الانتظار حتّى اعتقال المشتبه بهم وإجبارهم على الكشف عن كلمات السرّ الخاصّة بهم للحصول على معلومات تدينهم.
وأشار علوي أيضاً إلى إنّ هناك حدوداً لنفاذ وزارة الاستخبارات الإيرانيّة إلى هذه المعلومات، قائلاً إنّ "أيدي الوكالات الأمنيّة ليست مفتوحة إلى درجة أنّها تضمن الأمن بأيّ شكل من الأشكال". وأضاف أنّ "توفير الأمن في نظام إسلاميّ يجب أن يكون متماشياً مع الشريعة والأخلاقيّات والقانون".
وقال علوي: "في الشريعة الإسلاميّة المقدّسة، يتمّ أخذ حياة الناس الشخصيّة بعين الاعتبار. فالإسلام لا يجيز انتهاك خصوصيّة الفرد".
وقد أدلى علوي بهذه التصريحات أثناء صلاة الجمعة في 13 حزيران/يونيو في طهران قبل عظة رجل الدين، ما ساهم في وصول تصريحاته إلى شريحة كبيرة من الناس.
وسلّطت وسائل الإعلام الإيرانيّة الضوء على تصريحاته بشأن وقوف إيران في وجه المجموعات الإرهابيّة، ربّما لطمأنة جمهور متوتّر بسبب التطوّرات الأخيرة في العراق. فمع صعود الدولة الإسلاميّة في العراق والشام بالقرب من الحدود الإيرانيّة الغربيّة، أعرب المسؤولون الإيرانيّون عن مخاوف كبيرة.
في العقد الأخير، شهدت إيران هجمات متعدّدة ضدّ جنود ومسؤولين ومساجد نفّدها متشدّدون سنّة في محافظة سيستان وبلوشستان. وفي 14 حزيران/يونيو، أعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانيّة أنّها اعتقلت الشهر الماضي 30 فرداً لديهم، على حدّ قولها، علاقات مع القاعدة.
وأوضح علوي أنّه تمّت مصادرة مخابئ الأسلحة التابعة للمجموعات الإرهابيّة المختلفة مؤخّراً، لكنّه لم يعطِ أيّ تفاصيل. واستخدم أيضاً عبارة "الجنود المجهولون لإمام الزمان" للإشارة إلى المسؤولين الاستخباراتيّين الذين يعملون على مكافحة الإرهاب في البلاد. وقال إنّه تمّ تحديد هويّة الإرهابيّين في المناطق المختلفة في إيران، وإنّ المسؤولين سيتحرّكون ويعتقلونهم في الوقت المناسب.