لم يكن ينقص غير توجّه إسرائيل إلى مجلس الأمن الدولي والتقدّم بشكوى ضدّ لبنان أمام المنظمة الدوليّة، ليتأكد حزب الله من صحة حساباته ودقّة توقعاته. هذا ما تقرأه لـ"المونيتور" جهات مقرّبة من حزب الله، كاشفة طبيعة تلك الحسابات وأهدافها.
تبدأ هذه الجهات بسؤال: لماذا كشف الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله في مقابلة صحافيّة له في السابع من نيسان/أبريل الماضي في بيروت، عن أن العبوة التي استهدفت مركزاً للجيش الإسرائيلي في مزارع شبعا المحتلة في 14 آذار/مارس الماضي هي من تنفيذ حزب الله؟ وتقول الجهات المقرّبة من الحزب، إن هذه المسألة بدأت مع دخول عناصر حزب الله الحرب في سوريا إلى جانب قوات النظام، في مواجهة القوى الأصوليّة والتكفيريّة هناك. منذ ذلك الحين، كان حزب الله حريصاً على معالجة أكثر من ناحية من الانعكاسات السلبيّة لذلك التورّط. أولاً، عدم إعطاء أي انطباع لجمهوره وقواعده بأنه حوّل وجهة "القضيّة المركزيّة" من الجنوب إلى الشمال. ثانياً، توجيه رسائل دائمة إلى إسرائيل، مفادها أن القوى المشاركة في القتال في سوريا ليست من العديد الإستراتيجي المخصّص لمواجهة الإسرائيليّين في جنوب لبنان. وذلك فضلاً عن حاجته إلى تكوين تلك الصورة الواثقة، عن أن حزب الله يملك من الإمكانات الماديّة والبشريّة ما يمكّنه من خوض أكثر من معركة ومواجهة في شكل متزامن، من دون أن تنتقص قوته في أي مكان كان.