ما ان غادر وزير خارجية روسيا ، سيرغي لافروف، بغداد في الاسبوع الماضي، حتى حلّ وزير خارجية الصين ، وانغ يي، ضيفا عليها في 23 فبراير. تبدو الزيارتان تتويجاً لمسار انفتاح العراق على الشرق الذي يجسده تنامي العلاقات السياسية والاقتصادية مع ثلاث دول "شرقية" رئيسية: ايران ، روسيا ، والصين.
قبل أقل من عامين، كان هنالك اتفاق بين المراقبين على ان العراق يفتقر لسياسة خارجية موحدة بسبب انقساماته الداخلية العميقة التي تجعل من الصعب على أطرافه الاثنية والطائفية المتنافسة الاتفاق حول رؤية واضحة لهوية البلد ودوره الخارجي. وبالتالي، فان العراق لا يمكنه امتلاك سياسة خارجية بدون ان يحسم صراعاته الداخلية، وتحديداً تعريف هويته الوطنية الذي سيساعده على تعريف أفقه الجغرافي والحضاري ومشروعه الخارجي.