في حديث خاص إلى "المونيتور" بعد يومَين على إقرار الدستور المصري الجديد، أعلن عمرو موسى الرجل الذي شغل عدداً من المناصب الهامة وصاحب التأثير المباشر في سياسة مصر الخارجيّة، أنه لن يعود إلى سباق الرئاسة مرّة أخرى لأنه يدعم الفريق أوّل عبد الفتاح السيسي القادر على تحقيق التناغم بين مؤسسة الرئاسة والجيش. ورأى موسى أن الدستور سيكون الفرصة الحقيقيّة للعبور من المرحلة الانتقاليّة الحاليّة إلى الجمهوريّة الثالثة على أساس الديمقراطيّة والدولة المدنيّة، ملقياً الضوء على ضعف الدور المصري في محيطه الإقليمي ومرجحاً عدم توصّل مؤتمر جنيف-2 الذي تشارك فيه مصر إلى حلّ الأزمة السوريّة.
وموسى الذي شغل منصب وزير خارجيّة مصر قبل أن يصبح أميناً عاماً لجامعة الدول العربيّة، عاد إلى المشهد السياسي المصري بعد ثورة يناير 2011 كمرشّح رئاسي، إلا أنه خسر بعدما حصل على 10.9% من نسبة الأصوات فقط. لكن بعض القرارات التي وصفها موسى بغير الحكيمة والصادرة عن إدارة الرئيس المعزول محمد مرسي وحكومته، دفعته إلى العودة إلى المشهد السياسي مرّة أخرى. فساهم في تشكيل "جبهة الإنقاذ الوطني" التي كانت داعماً رئيسياً لعمليّة عزل نظام مرسي وتنحية الإخوان المسلمين عن الحكم، ليترأس بعد ذلك لجنة الخمسين التي وضعت الدستور المصري الجديد وليعلن يوم السبت الماضي (18 كانون الثاني/يناير 2014) عن موافقة الشعب المصري على هذا الدستور بأغلبيّة وصلت إلى 98.1%.