تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

جيش المهدي وعصائب أهل الحقّ.. قنبلة الشيعة الموقوتة

تكشف الاشتباكات التي دارت ما بين "جيش المهدي" و"عصائب أهل الحقّ" في وسط بغداد، عن استمرار المليشيات باعتبارها ألغاماً موقوتة يمكنها الانفجار في أية لحظة.
Supporters of anti-U.S. Shi'ite cleric Moqtada al-Sadr wave Iraqi flags during a rally in Baghdad, February 9, 2012.  REUTERS/Mohammed Ameen (IRAQ - Tags: CIVIL UNREST POLITICS TPX IMAGES OF THE DAY) - RTR2XJEL

أثارت اشتباكات مسلّحة بين "جيش المهدي" و"عصائب أهل الحقّ" في شرق بغداد، قلقاً بالغاً من عودة الصراعات المسلّحة إلى الشارع.

وكان مسلّحون من الطرفَين قد اشتبكوا في الثالث من آب/أغسطس الجاري في مدينة الصدر شرق العاصمة، على خلفيّة مشادة كلاميّة بين القيادي في جيش المهدي جاسم الحجامي والقيادي في عصائب أهل الحقّ سامي سالم.

وروى الملازم في الشرطة في مدينة الصدر سجاد عبدلي ما جرى لـ"المونيتور" قائلاً إن "سامي سالم قام بإطلاق النار على الحجامي، ما أسفر عن مقتل الأخير على الفور. لكن عناصر من جيش المهدي هاجموا سالم واقتادوه إلى جهة مجهولة".

وتابع عبدلي أن "حادثة اختطاف القيادي في عصائب أهل الحقّ أدّت إلى اندلاع اشتباكات ما بين الطرفَين، انتهت بمقتل أحد أفراد أهل الحقّ".

ووصلت أخبار اشتباكات مدينة الصدر إلى غرب العاصمة، حيث منطقة الحريّة ذات الغالبيّة الشيعيّة والتي تضمّ مؤيدين لجيش المهدي وآخرين لعصائب أهل الحقّ.

فنشبت على الأثر اشتباكات مسلّحة في المدينة، لكنها سرعان ما انتهت وقد حُسِم النزاع وفقاً للتقاليد العشائريّة التي تفرض دفع مبالغ ماليّة تعرف بـ"الفدية" لعائلات القتلى، ليتمّ التراضي.

وتعتبر حركة أهل الحقّ التي يقودها قيس الخزعلي إحدى الجماعات المنشقّة عن التيار الصدري الذي يعدّ جيش المهدي الجناح العسكري له، وهي على خلاف دائم مع التيار.

ويصف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عناصر "عصائب أهل الحقّ" بأنهم مجموعة "قتلة ولا دين لهم"، بينما تقول "العصائب" إن اتهامات الصدر لها "محاولة للتسقيط السياسي".

وتردّدت أنباء عن قيام مقتدى الصدر في الخامس من آب/أغسطس الجاري  بإغلاق مكتبه الخاص في مدينة النجف (جنوب غرب بغداد)، احتجاجاً على الاشتباكات.

لكن الصدر أعلن في بيان رسمي أصدره في اليوم التالي في السادس من آب/أغسطس، أنه اعتزل العمل السياسي لأنه وبحسب ما يقول "لا يريد أن يكون شريكاً في أي مؤامرة ضدّ العراقيّين".

وأعطى اعتزال الصدر انطباعاً يفيد بصعوبة السيطرة على الذراع العسكري للتيار، جيش المهدي.

وقال عضو سابق في جيش المهدي في حديث إلى "المونيتور"،  إن "بعض الشخصيات البارزة في الجناح العسكري لتيار مقتدى الصدر أصدرت قراراً سريّاً بعد حادثة تهريب عناصر تنظيم القاعدة من سجنَي أبو غريب والتاجي، يقضي بتولّي جيش المهدي حماية مناطق الشيعة من هجمات عنيفة متوقّعة".

وتابع العضو السابق الذي فضّل عدم الكشف عن هويّته أن "القرار تسبّب بخلافات حادّة داخل جيش المهدي والهيئة السياسيّة لتيار الصدر، وأن اتصالات هاتفيّة مكثّفة أجريت لمنع أي تحرّك ميداني لجيش المهدي من شأنه زعزعة الأوضاع".

ووصف العضو السابق الذي كان ناشطاً في جيش المهدي في الفترة الممتدّة ما بين العامَين 2006 و 2008، "تلك القيادات في جيش المهدي بأنها الأكثر تطرفاً وميلاً إلى استعمال السلاح، وهي تعتقد بأن الحكومة التي يقودها الشيعة برئاسة نوري المالكي فشلت في حماية أبناء الطائفة من هجمات المتطرّفين السنّة، وعليهم هم أن يقوموا بفعلٍ ما إزاء ذلك".

وحول امتلاك جيش المهدي سلاحاً حتى بعد إعلان مقتدى الصدر تجميده في العام 2009، ردّ العضو السابق مؤكّداً أن "السلاح موجود لدى قيادات جيش المهدي. وفي الآونة الأخيرة صار واضحاً أنهم يملكون قطعاً كثيرة منه، خصوصاً مع الحديث عن حرب محتلمة مع عصائب أهل الحقّ".

ويتحوّل جيش المهدي إلى مسألة مقلقة بالنسبة إلى تيار مقتدى الصدر، الذي يعمل جاهداً ليتحوّل إلى فصيل سياسي غير مسلّح.

لكن صعوبات حقيقيّة تحول دون تحقيق طموحات الصدر، أهمّها أن العديد من قيادات جناحه العسكري يتميّزون بالميل إلى العنف وبالمشاعر الطائفيّة، وهم يعتقدون أن الشيعة في خطر دائم وعليهم الاستعداد دوماً للقتال.

وتشغل هذه المسألة الهيئة السياسيّة للتيار، إذ يجد قادة مقرّبون من مقتدى الصدر أن التحضير للانتخابات البرلمانيّة المقرّر إجراؤها في العام 2014 تقضي بإقصاء جيش المهدي من المشهد السياسي.

Join hundreds of Middle East professionals with Al-Monitor PRO.

Business and policy professionals use PRO to monitor the regional economy and improve their reports, memos and presentations. Try it for free and cancel anytime.

Already a Member? Sign in

Free

The Middle East's Best Newsletters

Join over 50,000 readers who access our journalists dedicated newsletters, covering the top political, security, business and tech issues across the region each week.
Delivered straight to your inbox.

Free

What's included:
Our Expertise

Free newsletters available:

  • The Takeaway & Week in Review
  • Middle East Minute (AM)
  • Daily Briefing (PM)
  • Business & Tech Briefing
  • Security Briefing
  • Gulf Briefing
  • Israel Briefing
  • Palestine Briefing
  • Turkey Briefing
  • Iraq Briefing
Expert

Premium Membership

Join the Middle East's most notable experts for premium memos, trend reports, live video Q&A, and intimate in-person events, each detailing exclusive insights on business and geopolitical trends shaping the region.

$25.00 / month
billed annually

Become Member Start with 1-week free trial
What's included:
Our Expertise AI-driven

Memos - premium analytical writing: actionable insights on markets and geopolitics.

Live Video Q&A - Hear from our top journalists and regional experts.

Special Events - Intimate in-person events with business & political VIPs.

Trend Reports - Deep dive analysis on market updates.

Text Alerts - Be the first to get breaking news, exclusives, and PRO content.

All premium Industry Newsletters - Monitor the Middle East's most important industries. Prioritize your target industries for weekly review:

  • Capital Markets & Private Equity
  • Venture Capital & Startups
  • Green Energy
  • Supply Chain
  • Sustainable Development
  • Leading Edge Technology
  • Oil & Gas
  • Real Estate & Construction
  • Banking

We also offer team plans. Please send an email to pro.support@al-monitor.com and we'll onboard your team.

Already a Member? Sign in

Start your PRO membership today.

Join the Middle East's top business and policy professionals to access exclusive PRO insights today.

Join Al-Monitor PRO Start with 1-week free trial