يرسم انفجار الضاحية الجنوبيّة لبيروت الذي وقع قبل ظهر اليوم الثلاثاء 9 تموز/يوليو الجاري، تحدّيات أمنيّة وسياسيّة هامة أمام حزب الله. وأبرز التحديات الأمنيّة يتمثّل بأن التفجير حصل في المنطقة الأكثر حماية من قبل أمن الحزب، أي في منطقة تقع بين حي بئر العبد وحارة حريك التي كانت قبل الحرب الإسرئيليّة في تموز/يوليو ٢٠٠٦ تعرف بالمربّع الأمني الخاص بقيادة الحزب العليا الأمنيّة والسياسيّة. وعلى الرغم من أن إسرائيل دمّرته بالكامل خلال تلك الحرب، إلا أن حزب الله أعاد بناءه عبر "شركة وعد" العاملة بأموال لبنانيّة شيعيّة وإيرانيّة مختلطة. ويذكر أن هذه المنطقة ظلت تحتفظ برمزيّتها الأمنية، بوصفها نقطة الثقل الأمني والشعبي للحزب داخل معقله الأبرز في الضاحية الجنوبيّة لبيروت. وبحسب كلّ المقاييس، فإن اختراقها بسيارة مفخّخة يترك رسالة قاسية للحزب مفادها أنه قد لا يكون قادراً عملياً على حماية مناطق قاعدته الشعبيّة، ما يعني وجوب أن تستعدّ الأخيرة لدفع ثمن انخراطه في القتال في سوريا، من استقرارها وأمنها.
وضمن الأوساط المقرّبة من الحزب، كان متوقعاً منذ فترة حصول عمليات انتقاميّة تفجيريّة ضدّه في لبنان، من قبل مجموعات سنيّة متطرّفة. وذلك، رداً على مشاركته إلى جانب الجيش السوري في إسقاط بلدة القصير إحدى أبرز معاقل المعارضة السوريّة في منطقة حمص. ولكن تلك الأوساط كانت تؤكّد أن الحزب يستبعد حصول ذلك في الضاحية الجنوبيّة تحديداً، كون إجراءاته الأمنيّة فيها متيّقظة لدرجة قصوى. وطوال الأسابيع الماضية كانت أحياء الضاحية التي يقطنها نحو ثلاثة أرباع مليون نسمة من الشيعة بغالبيّتهم، تشهد دوريّات أمنيّة يسيّرها أمن الحزب للبحث عن متفجّرات مستعيناً بكلاب مدرّبة على هذا النوع من المهام.