تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

جنيف 2 على نار روسية في بيروت

Lebanon's President Michel Suleiman (R) meets with Russia's Deputy Foreign Minister Mikhail Bogdanov at the presidential palace in Baabda, near Beirut, April 26, 2013. REUTERS/Dalati Nohra/Handout (LEBANON - Tags: POLITICS) ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY. FOR EDITORIAL USE ONLY. NOT FOR SALE FOR MARKETING OR ADVERTISING CAMPAIGNS. THIS PICTURE IS DISTRIBUTED EXACTLY AS RECEIVED BY REUTERS, AS A SERVICE TO CLIENTS - RTXZ0WW
اقرأ في 

 منذ زيارة نائب وزير الخارجية الروسية، ميخائيل بوغدانوف، إلى بيروت، في 26 نيسان الماضي، تبدو سفارة موسكو في العاصمة اللبنانية، وكأنها خلية أزمة مكلفة بالقضية السورية، أوخلية نحل وعمل، تحضيراً لمؤتمر جنيف الثاني. وذلك لأسباب عدة. فالحركة الدبلوماسية الروسية انتقلت من دمشق إلى بيروت، بعدما غادرت غالبية الممثليات الدبلوماسية العاصمة السورية. وباتت القدرة الروسية على التواصل والتفاعل مع القوى الخارجية المعنية بالأزمة السورية، أكبر بكثير في بيروت منها في دمشق. علماً أن اعتبارات تاريخية وجغرافية وحتى شخصية، تبرر اعتماد العاصمة اللبنانية دون سواها من العواصم الأخرى المجاورة لسوريا. فتاريخياً، كانت بيروت مركز تحرك "القنصل القيصري" في المشرق. تماماً كما كل قناصل أوروبا في زمن السلطنة العثمانية وحقبة نشوء دول المشرق الحديثة قبل قرن كامل. ثم إن المسافة بين بيروت ودمشق أقصر منها بين العاصمة السورية وأي مكان آخر. يضاف إلى ذلك أمران من باب المصادفات الشخصية. الأمر الأول هو أن بوغدانوف، الذي يتولى في وزارة خارجية بلاده، مهاماً أساسية في الملف السوري، هو صديق شخصي للسفير الروسي في بيروت، ألكسندر زاسبيكين، منذ كانا مطلع السبعينات زميلين في معهد العلاقات الدولية، أو مدرسة الدبلوماسيين، التابعة لوزارة الخارجية السوفياتية يومها. والأمر الثاني أن ابن زاسبيكين، وهو نجله الوحيد، دبلوماسي روسي أيضاً، ومن العاملين ضمن "الفريق السوري" لبوغدانوف في موسكو.

هكذا اكتملت كل خيوط الدور المميز للسفارة في بيروت حيال أحداث دمشق. وهو ما اكتسب دفعاً جديداً بعد زيارة بوغدانوف الأخيرة. ذلك أن نائب لافروف، رغم زيارته الخاصة إلى العاصمة السورية، حرص على أن يلتقي وفد معارضة الداخل السورية، في بيروت نفسها، لا في دمشق. الخطوة اللافتة أعطيت أكثر من تفسير. البعض قال أنها حصلت في العاصمة اللبنانية لأن "رفاقاً شيوعيين قدامى" من لبنان، ساهموا في إعداد اللقاء، نتيجة علاقاتهم الوثيقة والمستمرة مع "رفاقهم السوريين" المعارضين. بعض آخر ألمح إلى أن بوغدانوف قصد ذلك لطمأنة المعارضين السوريين إلى أنهم يستطيعون أن يقولوا كل شيء، طالما أنهم مشمولون بمساحة الحرية التي تؤمنها لهم بيروت. لكن أياً كانت خلفيات مكان الاجتماع، تؤكد مصادر شاركت في لقاء بوغدانوف مع المعارضين السوريين، انه لم يتوصل إلى نتائج محددة. ذلك أن المسؤول الروسي حاول أن يوحي لضيوفه بأنهم أمام فرصة استثنائية، وأن عليهم أن يبادروا إلى تلقفها. قال لهم بوضوح: نحن نحضر لمؤتمر جنيف الثاني. ونحن متفقون مع الأميركيين على الأطر العامة لهذا المؤتمر. لا بل أكثر من ذلك، نحن معنيون بتحديد هويات المشاركين في هذا المؤتمر، لا من جهة النظام وحسب، بل أيضاً من جهة المعارضة. لذلك نقول لكم، حضروا أنفسكم لهذا الدور، ونحن جاهزون لدعمكم. غير أن ردود فعل المعارضين السوريين كانت مترددة، متريثة وغير حاسمة. مما ترك تفسيرات كثيرة حيالها. فتحت عنوان الاستمهال للتشاور مع المعارضين الآخرين، تكوّن انطباع لدى الجهة الروسية أن الذين يتحدثون معهم يعانون إما من أزمة خوف على حياتهم وأنفسهم من القوى الجهادية فيما لو وافقوا على الانضمام إلى جنيف 2، وإما أنهم يعانون من أزمة شرعية تمثيلية، ويخشون أن يفتضح ذلك فيما لو شاركوا في أي حوار وتوصلوا إلى أي نتائج سيطلب منهم عندها تنفيذها وتطبيقها على الأرض.

Access the Middle East news and analysis you can trust

Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.

Subscribe

Only $100 per year.