تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

زلزال الخلافات يضرب كتلة علاوي

علي عبد السادة كتب عن الخلافات داخل القائمة العراقية بعد خروج نائب رئيس الوزراء منها وانعكاس ذلك على الشارع السني.
Head of the Sunni-backed Iraqiya political bloc Iyad Allawi speaks during a news conference for the seniors of Iraqiya bloc in Baghdad January 18, 2012.  REUTERS/Mohammed Ameen (IRAQ - Tags: POLITICS) - RTR2WGNS

ينظر السياسيون السنة في "كتلة العراقية" التي يتزعمها اياد علاوي الى صالح المطلك، زعيم جبهة الحوار الوطني، بوصفه خائن لهم، خاصة مع تحول موقفه من المالكي، وقراره الأخير العودة إلى الحكومة وشغله مقاعد وزارية كانت تعود إلى بقية فصائل "العراقية".

لكن تبادل الاتهامات بين زعماء السنة في العراق لا يلغي الحقيقة المرة التي يعاني منها الفصيل السياسي الذي يمثلهم منذ سنوات. إذ تعرضت كتلة "العراقية" منذ الانتخابات التشريعية لعام 2010 إلى ضربات قاسية وانشقاقات أضعفت قوتها أمام خصمها الشيعي نوري المالكي رئيس الحكومة.

وكان حيدر الملا، القيادي في جبهة الحوار الوطني التي يقودها المطلك، واضحاً في مؤتمره الصحافي، الذي حضرته "المونيتر". يقول الملا "كتلة العراقية ماتت".

ويعتقد الملا، وهو الناطق الإعلامي باسم كتلة "العراقية"، بأن القوى الدينية سيطرت على صناعة القرار في "العراقية"، ففي ظل اختفاء شبه تام للزعيم العلماني، إياد علاوي، برز قادة إسلاميون مسكوا بزمام الأمور في الكتلة، ومنهم رافع العيساوي وهو زعيم حماس العراق، واسامة النجيفي الذي يملك جمهوراً متديناً من السنة العراقيين.

المؤتمر الصحافي للملا كان علامة جديدة على حالة التفكك في كتلة "العراقية"، وهذه من المرات القليلة التي يستمع فيها الصحافيون إلى الملا وهو يتحدث بصراحة عن الوضع السياسي لكتلة علاوي.

حديث الملا عن "وفاة القائمة العراقية" جاء بعد ساعات قليلة من عودة صالح المطلك ووزيري التربية محمد تميم والصناعة والمعادن احمد الكربولي، وهما سياسيان من الطائفة السنية، إلى الحكومة.

وكانت الحكومة اعلنت بالتوازي مع هذه التطورات قررت إضافة الساسة السنة العائدين إلى الحكومة الى اللجنة الوزارية المكلفة بالنظر في مطالب المتظاهرين، والموافقة على مشروع قانون حجز ومصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولة العائدة لأركان النظام السابق ومن ثم رفعه إلى مجلس النواب.

يقول الملا "هناك حالة فرز داخل القائمة العراقية بين مشروع وطني يريد المحافظة على وحدة العراق ومحاربة الطائفية السياسية وآخر طائفي تقسيمي يقوده الإسلاميون الجدد الذين يحاولون إيهام بعض العشائر ورجال الدين من اجل ان يكونوا داعمين لهم".

ونجح نوري المالكي، رئيس الحكومة، اخيراً، من الاستفادة من حالة الفرز التي تمر بها "العراقية" وتمكن من إعادة الزعيمان السنيان، صالح المطلك وجمال الكربولي إلى اجتماعات حكومته.

ويقول سامي العسكري، وهو سياسي شيعي بارز في ائتلاف دولة القانون، إن "ما يمكن تسميته نجاح المالكي في الازمة السياسية الاخيرة يعود بدرجة أساس إلى سيطرته على مفاتيح اللعبة السياسية من جهة، واستفادته من تفكك وضعف معارضته، فكتلة العراقية التي يقودها إياد علاوي، تعاني من أزمات داخلية، وبات الحديث عنها بوصفها كتلة سياسية ميتة.

يقول مشعان السعدي، وهو قيادي في جبهة الحوار الوطني، أن "العراقية لم تعد موجودة على أرض الواقع، هي الان تحولت إلى ثلاث كتلة جراء الانشقاقات السياسية التي حدثت في الشهور الأخيرة".

لكن خطوة المطلك رفعت الغطاء عن الخلافات التي تدور بين قادة العراقية.

ومن اجواء تلك الخلافات، اعتبرت الكتلة "العراقية" في بيان رسمي لها صدر في 27 مارس 2013، أن حضور صالح المطلك جلسة مجلس الوزراء الأخيرة يهدف إلى "إضعاف" الجبهة الوطنية، ودعت المطلك لمراجعة حساباته والاصطفاف مع "أهله" في الشارع العراقي، في إشارة إلى سنة العراق.

وكانت الحكومة العراقية عقدت اجتماعا خاصاً بمناقشة مطالب متظاهري مدينتي الرمادي (غرب) والموصل (شمال)، وكان الاجتماع جاء على خلفية طلب من المطلك والكربولي ليحصلان على ضمانات رسمية بان المالكي ينفذ "المطالب المشروعة للمتظاهرين".

كتلة علاوي دعت المطلك في بيانها الذي حصلت "الـمونيتر" على نسخة منه، إلى إن "لا يكون شاهد زور على نهج الحكومة الحالية في التقسيم والتهميش والطائفية السياسية"، واكدت "العراقية" أن "العملية السياسية في العراق تتجه الى منحى خطير بعد أن استأثر (رئيس الحكومة نوري) المالكي بالقرار السياسي والأمني وضرب عرض الحائط مبدأ الشراكة الوطنية التي تشكلت بموجبه الحكومة".

حال "العراقية" اليوم سيء للغاية. عملياً قواها السياسية موزعة بعد سلسلة انشقاقات كبيرة، بين ثلاثة فصائل سياسية، وهي "العراقية العربية" التي تضم كتلة "الحل" بزعامة جمال الكربولي، والتجمع الجمهوري بزعامة سعد عاصم الجنابي، وجبهة الحوار الوطني، يزعامة صالح المطلك، وهناك "العراقية الحرة" التي ينشط فيها نواب لديهم مشاكل شخصية مع علاوي، استفاد الملاكي من خدماتهم، إلى جانب فصيل ثالث يمثله إياد علاوي عبر فصيله التقليدي المعروف باسم حركة الوفاق الوطني.
 

Join hundreds of Middle East professionals with Al-Monitor PRO.

Business and policy professionals use PRO to monitor the regional economy and improve their reports, memos and presentations. Try it for free and cancel anytime.

Already a Member? Sign in

Free

The Middle East's Best Newsletters

Join over 50,000 readers who access our journalists dedicated newsletters, covering the top political, security, business and tech issues across the region each week.
Delivered straight to your inbox.

Free

What's included:
Our Expertise

Free newsletters available:

  • The Takeaway & Week in Review
  • Middle East Minute (AM)
  • Daily Briefing (PM)
  • Business & Tech Briefing
  • Security Briefing
  • Gulf Briefing
  • Israel Briefing
  • Palestine Briefing
  • Turkey Briefing
  • Iraq Briefing
Expert

Premium Membership

Join the Middle East's most notable experts for premium memos, trend reports, live video Q&A, and intimate in-person events, each detailing exclusive insights on business and geopolitical trends shaping the region.

$25.00 / month
billed annually

Become Member Start with 1-week free trial
What's included:
Our Expertise AI-driven

Memos - premium analytical writing: actionable insights on markets and geopolitics.

Live Video Q&A - Hear from our top journalists and regional experts.

Special Events - Intimate in-person events with business & political VIPs.

Trend Reports - Deep dive analysis on market updates.

All premium Industry Newsletters - Monitor the Middle East's most important industries. Prioritize your target industries for weekly review:

  • Capital Markets & Private Equity
  • Venture Capital & Startups
  • Green Energy
  • Supply Chain
  • Sustainable Development
  • Leading Edge Technology
  • Oil & Gas
  • Real Estate & Construction
  • Banking

We also offer team plans. Please send an email to pro.support@al-monitor.com and we'll onboard your team.

Already a Member? Sign in

Start your PRO membership today.

Join the Middle East's top business and policy professionals to access exclusive PRO insights today.

Join Al-Monitor PRO Start with 1-week free trial