تحاول كتلة "العراقية"، التي يتزعمها العلماني إياد علاوي رئيس الوزراء العراقي الأسبق، تجميع قواها المشتتة، وأخيراً أعلنت أنها ستقوم بمراجعة علاقتها بالقوى السياسية الأخرى.
واجتمع أعضاء الكتلة العراقية بحضور علاوي، وقال بيان عن الاجتماع حصلت الـ"مونيتر" على نسخة منه، أن علاوي تحدث في الاجتماع تداعيات تظاهرات الأنبار والموصل وتكريت، وناقش مع أعضاء كتلته موقف حكومة نوري المالكي معها.
وهذه من المرات القليلة التي ينشط علاوي في اجتماعات كتلته، ومنذ اندلاع أزمة انتخابات العام 2010، حيث فشل في الحصول على منصب رئيس الحكومة، خفت نشاطه وتنقل بين بغداد ولندن، وتركت أمور الكتلة لزعامات سنية داخل القائمة، من بينهم صالح المطلك، وهو نائب رئيس الحكومة، وأسامة النجيفي، رئيس البرلمان، والذي ينظر إليه على أنه زعيم الظل داخل كتلة "العراقية، ومحركها الأساسي.
وبدأ اياد علاوي الذي دعمت واشنطن تعيينه في منصب أول رئيس وزراء مؤقت في عراق ما بعد صدام حسين، حياته السياسية ضمن حزب البعث قبل ان يقطع علاقته به، ونال سمعته كرجل قوي في مواجهة حركتي تمرد سنية وشيعية العام 2004.
لكن اقتراب موعد انتخابات مجلس المحافظات في العراق دفع علاوي على تسجيل حضور جيد داخل أروقة اجتماعات كتلته، وفي أخر اجتماع عقد في 25 فبراير ظهرت دعوات داخل الكتلة لمراجعة علاقتها مع القوى السياسية.
وانشغلت "العراقية" في السنوات الماضية في خصومة مع "دولة القانون" الائتلاف الشيعي الحاكم، والذي يتزعمه نوري المالكي.
واتهم زعيم الكتلة "العراقية" رئيس الحكومة نوري المالكي بتكريس الفساد والطائفية والانفراد بالقرار السياسي، وأشار بالاتهام مراراً إلى إيران وقال أن تدخلها في الشأن العراقي أفشلت الحياة السياسية".
كما تعرضت "العراقية" إلى انشقاقات عدة، كان م بينها جماعة "العراقية البيضاء" التي يقودها أحد أبرز صقور قائمة علاوي وهو الشيخ جمال البطيخ الذي كان رجل علاوي في مناطق الفرات الأوسط جنوب بغداد ذات الغالبية الشيعية.
وقال بيان "العراقية" أن أعضاءها ناقشوا علاقة القائمة العراقية بالكتل السياسية الأخرى لتعديل مسار العملية السياسية والتحركات التي تجريها بهذا الشأن، وانهم اتفقوا على حماية الصلات المتوفرة مع بقية الكتل السياسية.
البيان المقتضب لكتلة العراقية لم يفصح عن موقف جديد للكتلة، لكنه البيان ألمح إلى احتمال تعديل في سياسة الكتلة مع الخصوم السياسيين. وفي هذا البيان تحدث البيان بتحفظ عن الحكومة والمتظاهرين ضدها. واكتفى بالتعليق على الأحداث الساخنة في البلاد بالدعوة إلى "دراسة الحراك السياسي في البلاد، ومراجعة العلاقة بينها".
وتشهد البلاد أزمة سياسية يؤكد مراقبون أنها في تصاعد مستمر في ظل حدة الخلافات بين الكتل السياسية، بعد أن تحولت من اختلاف بين القائمة العراقية ودولة القانون إلى اختلاف الأخير مع التحالف الكردستاني والتيار الصدري وغيرها من التيارات والأحزاب.
ويرتبط نشاط علاوي أخيراً باقتراب موعد الانتخابات المحلية، ومحاولته إعطاء زخم جيد لحزبه المعروف باسم "حركة الوفاق الوطني"، لكن مصاعب جدية تواجه الحركة، نظراً لأنها لن تتحالف مع قوى كبيرة، خاصة كتلتي صالح المطلك وأسامة النجيفي اللذان فضلا التنافس بعيداً عنه.
وكان العرب السنة يعتبرونه "خائنا" لإعطائه الأوامر بالهجوم على الفلوجة في نوفمبر 2004، لكنهم منحوه أصواتهم بنسبة تفوق ثمانين في المئة في بعض مناطقهم في العام 2010.
كما خاض معارك شرسة مع جيش المهدي في النجف صيف العام 2004، لكنه يندد منذ فترة زمنية ب"الحملات الأمنية والاعتقالات التعسفية" التي يتعرض لها عناصره.
وسعى علاوي أثناء توليه مهماته العام 2004 الى بناء القوات المسلحة بعدما انتقد الإجراءات التي قضت باستبعاد البعثيين (من غير أنصار صدام حسين) من الحياة السياسية والإدارة.