بيروت - في اليمن، لا ينطفئ حريق حتّى تشتعل بدلاً منه حرائق عدّة. صوت السلاح هو الطاغي، والانقسامات صارت الموضة في هذا البلد. تندلع معارك محليّة هنا وهناك، وتطفو تجاذبات إقليميّة تعصف بأمنه واستقراره، ومواقف دوليّة غير واضحة وفي أغلب الأحوال ليست جادّة، ليتحوّل على أثر كلّ ذلك إلى سلطات عدّة في وطن وقوى بدلاً من جيش واحد.
يشهد جنوب اليمن معارك كرّ وفرّ بين الحكومة الشرعيّة المعترف بها دوليّاً والمجلس الانتقاليّ المدعوم من دولة الإمارات. وجاء ذلك بعد إعلان الأخير انقلابه، في 7 آب/أغسطس، على السلطة الشرعيّة وسيطرته في 10 من الشهر نفسه على العاصمة الموقّتة عدن ومحافظة أبين. لم يتوقّف الأمر هنا، فبعد سيطرة الانتقاليّ على عدن وأبين، اتّجه مباشرة شرقاً نحو محافظة شبوة الغنيّة بالغاز والنفط، والمختلفة تماماً عن عدن وأبين من حيث الجغرافيا المعقّدة والديموغرافيا البدويّة الصلبة والمتماسكة، بعكس عدن المدنيّة وجارتها أبين، فضلاً عن تجاوزه للمحاصصة غير المعلنة بين السعوديّة والإمارات للنفوذ في الجنوب، ليُمنى بهزيمة مدويّة هناك.