ريف حلب الشماليّ، سوريا– أقامت بلديّة مدينة كيليس التركيّة دورة تدريبيّة لعدد من المهندسين السوريّين في منطقة درع الفرات في ريف حلب، وذلك بين 3 و6 آب/أغسطس 2018، في مقرّ المجلس المحلّيّ لمدينة أعزاز، وذلك بالتعاون مع منظّمة المهندسين السوريّين للإعمار والتنمية، ومنظّمة شفق شام.
خلال الدورة التدريبيّة المجانية، تلقّى 25 مهندساً سوريّاً من أبناء منطقة درع الفرات في ريف حلب، تدريبات في مجالات شتّى، منها وسائل تطوير شبكات الصرف الصحّيّ، وشبكات المياه، والكهرباء، وأساليب تطوير قطاع الخدمات البلديّة. وتهدف الدورة التدريبيّة التي تقيمها بلديّة كيليس إلى نقل خبرات المهندسين الأتراك في قطاع البلديّات إلى المهندسين السوريّين في منطقة درع الفرات في ريف حلب، والمساهمة في تطويرها مستقبلاً بدعم من الحكومة التركيّة.
أشرف عدد من المهندسين الأتراك على برنامج التدريب، وهم مدير المركز الثقافيّ في بلديّة كيليس التركيّة المهندس محمّد سلجوق، وهو المشرف العامّ على الدورة التدريبيّة التي أقيمت في مدينة أعزاز، والمهندس محمّد مراد بلجين، وهو مهندس إنشاءات في بلديّة كيليس ومدير التخطيط، ومهندس المكانيك ومدير مشاريع في بلديّة كيليس حسين عزمي دكوز لوغون، ومديرة المياه في بلديّة كيليس المهندسة سعيدة بوغوم بوستانجي. وشارك في إلقاء المحاضرات مهندسان سوريّان هما رئيس منظّمة المهندسين السوريّين للإعمار والتنمية الدكتور عبد الله الصغير وعضو مجلس الإدارة في المنظّمة المهندس محمّد ويشو.
التقى "المونيتور" المهندس ويشو، وهو أحد المشرفين على الدورة التدريبيّة وعضو مجلس الإدارة في منظّمة المهندسين السوريّين للإعمار والتنمية، حيث قال: "يمتلك المهندسون الأتراك خبرات واسعة في قطاع الخدمات البلديّة، وعمليّات تطوير شبكات الصرف الصحّيّ، وشبكات المياه، والكهرباء، وغيرها من الخدمات البلديّة. أردنا من خلال الورشة التدريبيّة التي أقمناها، بالتعاون مع بلديّة كيليس، أن ننقل التجارب والخبرات إلى المهندسين السوريّين في منطقة درع الفرات في ريف حلب، من أجل تطوير هذه الخدمات ليحصل المواطن السوريّ على خدمة أفضل".
وأضاف المهندس ويشو: "إنّ منطقة درع الفرات في ريف حلب في حاجة ماسّة إلى تأمين مياه الشرب للمنازل في المدن والبلدات. شبكات مياه الشرب هي في قائمة الأولويّات التي تمّ التركيز عليها في الورشة التدريبيّة، ونتوقّع أن تشهد المنطقة خلال الفترة المقبلة تحسّناً في هذا الجانب من خلال الخبرات التي اكتسبها المهندسون السوريّون، ويبقى الدور الأكبر على المجالس المحلّيّة في المنطقة التي يتوجّب عليها التعاون مع المهندسين لتطوير القطاعات الخدميّة".
في الحقيقة، لا توجد مصادر مياه وفيرة في منطقة درع الفرات لتغذية المدن والبلدات فيها بالمياه في شكل مستمرّ. تعتمد معظم المدن والبلدات في المنطقة على الآبار الأرتوازيّة، وقد تعرّضت شبكات المياه، وشبكات الصرف الصحّيّ، وغيرها من المرافق، منذ اندلاع الثورة السوريّة في أوائل عام 2011 وحتّى الآن، إلى عمليّات تخريب بسبب القصف الجوّيّ والمعارك وبفعل الزمن، لأنّها لم تلق العناية اللازمة.
وبعد انطلاق عمليّة درع الفرات التي أطلقتها تركيا في 24 آب/أغسطس 2016 ضدّ تنظيم الدولة الإسلاميّة في ريف حلب، ومن ثمّ سيطرة الجيش السوريّ الحرّ والجيش التركيّ على المنطقة في 23 شباط/فبراير 2017، بدأت المنطقة تشهد تحسّناً في مستوى الخدمات البلديّة عموماً بعد تشكيل المجالس المحلّيّة بدعم من الحكومة التركيّة، وأصبحت المجالس المحلّيّة في ما بعد تتلقّى الدعم المباشر من تركيا لكي تنهض في قطاع الخدمات.
التقى "المونيتور" رئيس منظّمة المهندسين السوريّين للإعمار والتنمية الدكتور الصغير، حيث قال: "الورشات التدريبيّة التي تقيمها بلديّة كيليس التركيّة، بالتعاون مع منظّمتنا، للمهندسين السوريّين في منطقة درع الفرات في ريف حلب، سوف تستمرّ خلال الأشهر المقبلة. سوف نستهدف ببرامج التدريب أكثر من 200 مهندس يعملون في مختلف القطاعات الخدميّة، لقد أخذنا مدينة كيليس نموذجاً من خلال هيكلة الخدمات الموجودة فيها ونحاول تطبيقها في مدن المنطقة، وبالتحديد في ما يخصّ محطّات معالجة المياه، وشبكات المياه، وشبكات الصرف الصحّيّ، وإدارة مصادر المياه".
وأضاف الدكتور الصغير: "هناك اهتمام كبير في الورشات التدريبيّة التي نقيمها من والي كيليس والمسؤولين الأتراك في الولاية. إنّ من أهداف الورشات التدريبيّة التعرّف على المهندسين السوريّين في المنطقة، وتطوير خبراتهم من قبل المهندسين الأتراك، وذلك من أجل الاستفادة منهم في المشاريع التي تدعمها تركيا في المنطقة".
وأضاف الدكتور الصغير: "نطمح لمزيد من الدعم التركيّ للمجالس المحلّيّة في منطقة درع الفرات وعفرين في ريف حلب، المجالس في المنطقة في حاجة إلى مزيد من الدعم لكي تنفّذ مشاريع خدميّة كبيرة، وتعمل على إصلاح شبكات الصرف الصحّيّ، وشبكات المياه في الشكل الأمثل، كذلك زيادة الدعم المالي للمجالس المحلّيّة يمكّنها من توظيف المهندسين السوريّين والاستفادة من أعمالهم في مختلف القطاعات الخدميّة".
محمد عمر، وهو مدير المكتب الخدمي في المجلس المحلي في مدينة إعزاز، وهو أحد المشاركين في الدورة التي أقيمت، قال ل " المونيتور " : " اللقاء التدريبي كان مفيد جداً بالنسبة لنا كمهندسين سوريين نعمل في القطاعات الخدمية في ريف حلب، أصبح بإمكاننا الاستفادة من التجارب التركية في تنمية وتطوير مختلف القطاعات الخدمية كالكهرباء، والمياه، والطرق، وشبكات الصرف الصحي وغيرها من الخدمات، المهندسون الأتراك نقلوا لنا تجربة رائدة ونتمنى أن تتكرر هذه الدورات وتشمل أكبر عدد ممكن من المهندسين السوريين في الشمال السوري.
تحاول الحكومة التركيّة تطوير منطقة درع الفرات في ريف حلب في مجالات عدّة، منها الكهرباء، وقطاع التعليم الجامعيّ، والتقرّب من الأهالي من خلال تعويض عائلات قتلى الجيش السوريّ الحرّ، وتطوير الصناعة، وشبكات الطرق.