ريف حلب الشماليّ، سوريا — أكّد مدير الخدمات الفنيّة في المجلس المحليّ بمدينة إعزاز في ريف حلب الشماليّ المهندس محمّد عمر أنّ مشروع شركة "أكينيرجي" التركية الخاصة لبناء محطة الكهرباء في المدينة قد بدأ في 24 آذار/ مارس.
وبدأ العمل أيضاً على تجهيز الأرض التي تمّ تخصيصها للشركة التركية لبناء محطة التوليد الحراريّة، موضحاً في حديث لـ"المونيتور" أنّه تمّ اختيار مكان قريب من المدينة يبعد قرابة مسافة كيلومتر واحد تقريباً عنها، ويقع مكان المحطّة التي سيتمّ إنشاؤها في الجهة الشرقيّة.
باشرت الشركة التركية المنفذة لمشروع المحطة العمل بالبناء، الآن بدء بناء القواعد في المحطة بحسب ما قاله عمر، وورشات صيانة الشبكة الكهربائية داخل مدينة إعزاز تقوم بأعمال الصيانة، تقوم باستبدال الأسلاك المعطلة، وتنص أعمدة كهرباء جديدة بهدف الوصول إلى كل الأحياء.
وكان المجلس المحليّ في مدينة إعزاز قد وقّع عقداً في 2 آذار/ مارس مع شركة التركيّة للطاقة من أجل تزويد مدينة إعزاز بالكهرباء. وأشار عمر أنه سيتم الإعلان عن كامل تفاصيل العقد عند الانتهاء من التنفيذ.
هناك مبنيين رئيسيين لشركة الكهرباء داخل مدينة اعزاز، المبنى الأول الذي تم تجهيزه هو خاص بإدارة الشركة و الموظفين الإداريين والمبنى الثاني خاص بالعمال وورش الصيانة ويتم تجميع المعدات والآليات الخاصة بشركة الكهرباء. وأوضح المهندس عمر بأن ورش الصيانة هي مجموعة من العاملين مهمتهم متابعة عمل المحطة بعد الانتهاء من بنائها، وإصلاح الشبكة الكهربائية داخل المدينة، وإيصالها إلى منازل الأهالي في إعزاز، وهم موظفون تابعون لشركة الكهرباء.
وأشار عمر أنه تم توقيع العقد في مبنى المجلس بإعزاز، وبحسب العقد ستكون المرحلة الأولى تغذية إعزاز بالكهرباء.ثمّ سيتمّ العمل على مدّ الكهرباء على مدن وبلدات أخرى في منطقة درع الفرات بريف حلب مثل مدينتيّ مارع والباب.
في هذا الإطار، قال محمّد عمر لـ"المونيتور": "لقد منح المجلس المحليّ للشركة التركيّة المنفّذة لمشروع المحطّة الكهربائيّة قرب المدينة 5000 متر مربّع من الأرض لتقام عليها، وسيكون المشروع برعاية مباشرة من تركيا، وسيتمّ تقاسم أرباحه بين المجلس في إعزاز والشركة المنفّذة للمشروع "إكينيرجي" التركيّة للطاقة، ولم تحدّد حتّى الآن نسبة الأرباح الّتي ستكون لكلّ طرف. أمّا المدّة التي تحتاج إليها الشركة لتشغيل المحطّة وتجهيزها بحسب العقد الموقّع فهي 3 أشهر بدءاً من تاريخ المباشرة في 24 آذار/مارس من عام 2018".
وأوضح أنّ محطة التوليد الكهربائيّ، التي سيتمّ إنشاؤها في إعزاز وستقدّم الكهرباء، باستطاعتها أن تنتج 30 ميغاواطاً، وستحتاج إلى أكثر من 100 عامل يتوزّعون على أقسام مختلفة، فحوالى 90 بالمئة من الموظّفين وعمّال محطّة الكهرباء في إعزاز سيكونون سوريّين و10 بالمئة فقط سيكونون موظّفين أتراك، مشيراً إلى أنّ توصيل خطوط الكهرباء إلى داخل المنازل سيكون بشكل مباشر عن طريق كابلات أرضيّة، وستمنح الشركة التركيّة عدّادات كهربائيّة جديدة. ولقد بدأ المجلس المحليّ في مدينة إعزاز يطلب من متعهّدي الأبنية الجديدة جعل التمديدات الكهربائيّة التي ستغذّي الأبنية الجديدة أرضيّة.
قال المهندس محمد عمر أنه لم يتم حتى الآن تحديد تكلفة الخدمة الكهربائية التي سيحصل عليها الناس في منازلهم، ولم يتم تحديد كمية الكهرباء التي تحتاجها المدينة حتى الآن، لكن هذه المحطة بحسب ما قاله المهندس محمد سوف تفي بالغرض ولن تكون تكلفة الخدمة كبيرة بل ستكون أرخص بكثير من الكهرباء التي يحصل عليها أهالي المدينة الآن من المولدات الخاصة الصغيرة.
من جهته، قال مدير المكتب الإعلاميّ في المجلس المحليّ بمدينة إعزاز فراس مولى لـ"المونيتور": "إنّ تزويد مدينة إعزاز بالكهرباء يندرج ضمن الجهود التركيّة لتحسين الخدمات العامّة وتطويرها في مناطق درع الفرات - شمال حلب، إذ يعتمد الأهالي في إعزاز في تغطية حاجتهم إلى الكهرباء على المولّدات الكهربائيّة التي تقدّم الكهرباء من خلال الاشتراك الشهريّ، وتعمل المولّدات 12 ساعة يوميّاً، باشتراك شهري يتجاوز ال8000 ليرة سورية أي ما يعادل 20 دولاراً لكل أمبير.
ويحتاج كلّ منزل على الأقلّ إلى 3 أمبيرات (أمبير تسمية لقياس كميّة الكهرباء المقدّمة إلى كلّ منزل) كي يستطيع تشغيل الأجهزة الكهربائيّة كالغسالة والتلفاز والإنارة. وبذلك، عليه أن يدفع كلّ شهر 60 دولاراً في هذه الحال. لا يملك السكان الكهرباء سوى 12 ساعة في اليوم أما باقي ساعات اليوم المتبقية وهي 12 ساعة أخرى يبقون بلا كهرباء ويستخدمون الشموع للإنارة أو البطارية أو ما تسمى بالمدخرة الكهربائية وفي حال أصبحت هناك محطّة كهربائيّة ستتغيّر الحال كثيراً، وستكون الكهرباء متوافرة على مدار اليوم أيّ 24 ساعة، وستكون التكلفة الماليّة أقلّ بنحو النصف بشكل تقريبيّ، وستكون الكهرباء الواصلة إلى المنازل قويّة يمكنها تشغيل عدد كبير من الأجهزة الكهربائيّة دفعة واحدة".
وتوقّع محمود جبان (30 عاماً)، وهو من أهالي مدينة إعزاز، ولديه محلّ لبيع الألبسة الجاهزة، أن يكون مشروع تزويد المدينة بالكهرباء إيجابيّاً بشكل كبير ويساعد على تحسين مستوى المعيشة في المدينة، وقال لـ"المونيتور": "ملّ الأهالي من الاشتراك في المولّدات الكهربائيّة ومن دفع المبالغ الماليّة الكبيرة وتعطّل المولّدات واحتراق الأدوات الكهربائيّة لديهم بسبب الأعطال المتكرّرة، فبإمكان الكهرباء جعل المدينة تنبض بالحياة".
وتجدر الإشارة إلى أنّ مدينة جرابلس في منطقة درع الفرات هي الوحيدة التي تمّ تزويدها عن طريق الحكومة التركيّة بالكهرباء، وذلك في 10 أيلول/سبتمبر من عام 2016 بعد فترة قصيرة من تحريرها من قبضة تنظيم الدولة الإسلاميّة في 24 آب/أغسطس من عام 2016، في إطار عمليّة درع الفرات التي اشترك فيها الجيش السوريّ الحرّ، إلى جانب الجيش التركيّ.
وأشار عضو المكتب الخدمي في المجلس المحلي لمدينة إعزاز، المهندس أحمد قرعان لـ"المونيتور" أنّ الحكومة التركيّة وعدت بتقديم المزيد من الخدمات خلال الفترة المقبلة تشمل تحسين شبكات مياه الشرب والصرف الصحيّ وتعبيد الطرق داخل إعزاز. وكذلك، سيتم العمل على مدّ خطوط الهاتف إلى المنازل، وستقدّم هذه الخدمات إلى كلّ مدن منطقة درع الفرات وبلداتها.