بعد أسابيع من القتال العنيف بين الجيش السوري المدعوم من روسيا وجماعات المتمردين في الغوطة الشرقية، تمكّنت الحكومة السوريّة من السيطرة على أكثر من 90% من ضاحية دمشق الاستراتيجيّة، وذلك نتيجة لاتفاق بين روسيا والجماعات المتمرّدة، وافقت بموجبه هذه الأخيرة على إخلاء المنطقة ونقل قوّاتها المتبقّية إلى مدينة إدلب التي يسيطر عليها المتمرّدون في شمال غرب البلاد. واليوم، مع وجود تقارير عن أنّ جماعة جيش الإسلام المتطرّفة قد بدأت تغادر جيبها في دوما، أصبحت حكومة الرئيس بشار الأسد على قاب قوسين أو أدنى من تحقيق أهمّ انتصار لها بعد استعادة حلب في كانون الأول/ديسمبر 2016.
منذ بدء عمليّة فولاذ دمشق في الغوطة الشرقيّة في شهر شباط/فبراير، لم تتردّد روسيا في دعم النظام بشكل فعّال سواء أكان من خلال توفير الدعم الجوّي للجيش السوري والتفاوض مع الجماعات المتمرّدة حول صفقات الإجلاء، أم من خلال تحرّكات دبلوماسيّة بعد أن منعت موسكو مجلس الأمن الدولي من تمرير قرار كان من شأنه أن يقيّد يدي الحكومة السورية في محاربة الجماعات المسلحة.