عندما تساءل قائد الجيش اللّبناني العماد جوزيف عون عمّا يجب أن تقوم به قوّاته إذا قامت إسرائيل بانتهاك المياه اللّبنانيّة، ردّ فورًا رئيس الوزراء سعد الحريري بقوله، "أطلق النار عليهم". يهيمن النزاع البحري مع إسرائيل على السّياسة اللّبنانيّة فيما يواصل مساعد وزير الخارجيّة الأميركي ديفيد ساترفيلد جهوده الدّبلوماسيّة المكوكيّة المستمرّة لثلاثة أسابيع بين البلدين، بهدف التوصّل إلى أرضيّة مشتركة، أو على الأقلّ الحؤول دون خروج الخلاف عن السيطرة.
لا بدّ من النظر إلى تصريح الحريري القوي من منظور لبناني واعتباره ردًا سريعًا على خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الأسبوع الماضي الذي قال إنّ حزب الله سيضمن عدم قيام إسرائيل بالتعدّي على المياه اللّبنانيّة في المنطقة الحدوديّة الجنوبيّة. يتخوّف لبنان من إمكانيّة أن تستغلّ إسرائيل عمليّاتها في حقل كاريش للغاز لتنفيذ الحفر الموجّه فتسبق لبنان إلى التنقيب في البلوك 9 المحاذي والمتنازع عليه. وتجدر الإشارة إلى أنّ خريطة المنطقة الاقتصاديّة الحصريّة للبنان، التي نشرت في العام 2013، تضمّ مثلثًا بحريًا صغيرًا متنازعًا عليه بين البلدين، وقد أعطت بيروت أولويّة للبلوك 9 الذي يمتدّ إلى المنطقة المتنازع عليها، في الجولة الأولى من إصدار التراخيص البحريّة. وبعد أن قام وزير الدّفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في 31 كانون الثاني/يناير بوصف تنقيب لبنان في البلوك 9 بـ"الاستفزازي"، بدأ الطّرفان بتبادل التهديدات.