ريف حلب الشماليّ – سوريا: حقق الجيش السوري الحر إلى جانب القوات التركية تقدماً كبيراً على حساب وحدات حماية الشعب الكرديypg في عفرين، وذلك في 15 شباط / فبراير، وقالت عمليات " غصن الزيتون " أنها تمكنت من السيطرة على سبعة قرى ومواقع استراتيجية في ريف عفرين، وأوضحت أن هذا التقدم الكبير مكن الجيش السوري الحر من إتمام سيطرته بشكلٍ كامل على الطريق الرئيسي الواصل بين ناحيتي راجو وشيخ الحديد بعد طرد ypg منها.
تشارك فصائل كرديّة عدّة تابعة للجيش السوريّ الحرّ في معركة "غصن الزيتون"، التي أعلنت عن انطلاقتها رئاسة الأركان التركيّة في 20 كانون الثاني/يناير من عام 2018 من أجل قتال وحدات حماية الشعب الكرديّة YPG - الجناح المسلّح لحزب الاتحاد الديمقراطيّ PYD الذي يسيطر على منطقة عفرين الواقعة شمال غرب محافظة حلب.
وشارك مقاتلون أكراد في الجيش السوري الحر في عملية درع الفرات التركية، التي كان الهدف منها طرد تنظيم الدولة الإسلامية شمال حلب في ما بين آب ٢٠١٦ وآذار ٢٠١٧، ولكن مشاركتهم في عملية غصن الزيتون كانت بشكل أكبر وذلك بسبب التركيبة الديموغرافية لسكان المنطقة التي يقطنها أغلبية كردية، وتعتقد تركيا أن إشراك أعداد كبيرة من المقاتلين الكرد التابعين للجيش الحر في معركة غصن الزيتون سوف يسهل المعركة ويساهم في التواصل مع السكان المحليين .
وقال مقاتلون أكراد تابعون للجيش السوريّ الحرّ في 26 يناير/ كانون الثاني 2018 عبر فيديو نشر على الإنترنت باللغة الكرديّة بعد أيّام قليلة من انطلاق عمليّة غصن الزيتون: "نحن أبناء مدينة عفرين نشارك في عمليّة غصن الزيتون ضدّ حزب PYD وجناحه العسكريّ من أجل رفع الظلم عن أهلنا في عفرين، ومن أجل أهالينا الذين هاجروا إلى أوروبا ودول الغرب هرباً من بطش حزب PYD، ومن أجل أصدقائنا في السجن ومن أجل الحريّة والسلام. لا تصدّقوا أنّنا نغتصب المدنيّين أو نهدم بيوتهم، نحن أتينا من أجل حريّتكم ورفع الظلم عنكم، نحن أبناء عفرين أيضاً ونريد العودة وتحرير أرضنا وإسقاط نظام الأسد والحريّة لنا ولشعبنا". وأظهر الفيديو 6 رجال يرتدون ملابس عسكريّة ويحملون أسلحة، ومن خلفهم علم الثورة السوريّة.
التقى "المونيتور" قائد فرقة السلطان مراد التابعة للجيش السوريّ الحرّ العقيد أحمد العثمان، الذي قال: "إنّ وحدات حماية الشعب الكرديّة ypg تكذب على المجتمع الكرديّ في عفرين، وتقول لهم إنّ المعركة تستهدفهم لأنّهم أكراد، لكنّ الحقيقة عكس ذلك. يضمّ الجيش السوريّ الحرّ، الذي يشارك إلى جانب القوّات التركيّة في عمليّة غصن الزيتون، مقاتلين من قوميّات مختلفة، من عرب وكرد وتركمان، وإنّ أعداد المقاتلين الأكراد في صفوفه كبيرة، ومن بينهم قادة كتائب ومجموعات عسكريّة تعمل في مختلف محاور القتال، ولا يمكن القول إنّ هذه المعركة هي معركة أكراد ضدّ أكراد، أو عرب وأتراك ضدّ أكراد، فالمعركة يشترك فيها مقاتلون أكراد وعرب وتركمان سوريّون، وهي ضدّ منظّمة يعتبرها الجيش الحرّ إرهابيّة".
يتوعّد المقاتلون الأكراد التابعون للجيش السوريّ الحرّ بتحرير عفرين من وحدات حماية الشعب الكرديّة ypg، ويؤكّدون أنّ التنظيم لا يمثّل الأكراد، ويعتقدون أنّ ypg لا تحمل أيّ مشروع لصالح الأكراد، إنّما هي منظّمة استبداديّة تعتقل معارضيها، وتقوم بتجنيد الشباب قسراً، وكذلك تفعل بكبار السنّ وتجبرهم على حمل السلاح ليقاتلوا في صفوفها، ويعتقد المقاتلون الأكراد التابعون للجيش الحرّ أنّ كلّ هذه الجرائم وغيرها من الجرائم التي ترتكبها وحدات حماية الشعب الكرديّة كمصادرة الممتلكات أيضاَ توجب عليهم محاربة هذا التنظيم والمشاركة في عمليّة غصن الزيتون بعفرين لتخليص المدنيّين من الظلم.
والتقى "المونيتور" قائد كتيبة آزادي التابعة لجيش النخبة في الجيش السوريّ الحرّ آزاد شعبو، الذي قال: "يبلغ عدد مقاتلي كتيبة آزادي قرابة الـ100 مقاتل كرديّ، وهم تابعون للجيش الحرّ، ويشاركون في معركة غصن الزيتون من أجل تحرير عفرين من الـypg . ستعود عفرين من جديد إلى حضن الثورة السوريّة، وستحصل على كامل حقوق شعبها. لا تختلف الـypg عن نظام الأسد، فكلاهما مارس القمع والقتل ضدّ الأكراد، ومعركة غصن الزيتون ستحرّر أهالي عفرين من هذا القمع".
لقد كانت لمشاركة مقاتلين أكراد تابعين للجيش الحرّ في عمليّة غصن الزيتون الأثر الإيجابيّ في المعركة، وذلك بحكم معرفتهم باللغة الكرديّة وسهولة مخاطبة المدنيّين في القرى التي تمّ تحريرها بمنطقة عفرين.
من جهته، قال أبو مريم الحسكاوي قائد ميدانيّ في لواء الشهيد مشعل تمو، وهو فصيل كرديّ تابع للجيش الحرّ، لـ"المونيتور": "أبدى الأهالي في القرى التي تمّ تحريرها في منطقة عفرين ارتياحهم بسبب وجود مقاتلين أكراد في صفوف الجيش الحرّ. لقد استقبلونا بترحاب كبير لأنّنا أخبرناهم بأنّنا جئنا لقتال ypg فقط، وسنقوم بتأمينهم والحفاظ على حياتهم وممتلكاتهم، ولن نتدخّل في شؤونهم. قلنا لهم أنتم أهلنا، ونحن هنا لكي نحرّركم من القمع الذي كانت تمارسه عليكم عناصر ypg".
أمّا محمّد هواش، الذي يتولّى منصب قائد لواء صلاح الدين، وهو فصيل كرديّ تابع للجيش الحرّ ويشارك في معركة غصن الزيتون، فأشار في لقاء مع "المونيتور" إلى أنّ هناك قرابة الــ1000 مقاتل كرديّ في صفوف الجيش الحرّ يشاركون الآن في معركة غصن الزيتون بعفرين، وثمّة نوايا لزيادة هذا العدد خلال المرحلة الثانية من المعركة، وقال لـ"المونيتور": "إنّ الـypg هي منظّمة إرهابيّة قامت بقتل الكرد وتشريدهم ومنعهم من الانضمام إلى صفوف الثورة السوريّة، وهذه المنظّمة هي صناعة أنظمة استبداديّة مثل نظاميّ الأسد وإيران، وهي لا تمثّل الأكراد في سوريا، ومعركة عفرين هي بداية الطريق لتحرير كلّ الأراضي السوريّة من أيّ شكل من أشكال الإرهاب، فالجيش السوري الحرّ يضمّ عناصر من مختلف القوميّات، وكلّها تقاتل لتصبح سوريا حرّة وموحّدة".
بدوره، قال الناشط الإعلاميّ مسعود إيبو الملقّب بأبو المجد كوملة لـ"المونيتور": "هناك فصائل كرديّة عدّة تابعة للجيش الحرّ مشاركة في عمليّة غصن الزيتون، وهي لواء مشعل تمو والجبهة الكرديّة ولواء صلاح الدين، وهناك أيضاً مئات المقاتلين الكرد في صفوف فصائل أخرى مثل فيلق الشام، فرقة السلطان مراد، الجبهة الشاميّة، وحركة أحرار الشام، وهذه الفصائل تضمّ مقاتلين عرباً وكرداً وتركماناً، وجميعهم لديهم أهداف مشتركة في عمليّة غصن الزيتون".
يمكننا القول إنّه من مصلحة الجيش السوريّ الحرّ أن تكون هناك أعداد كبيرة من المقاتلين الأكراد في صفوفه بمعركة غصن الزيتون، وكذلك من مصلحة تركيّا التي تقود المعركة في عفرين، وذلك لكي تنفي مزاعم ypg بأنّ المعركة ذات دوافع عرقيّة ويمكن أن تساهم مشاركة المقاتلين الأكراد التابعين للجيش الحرّ في المعركة بنجاحها إلى حدّ كبير.