تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

ترتفع الرهانات مع محاولة ولي العهد السعودي إزالة معارضيه من الدرب

مما لا شك فيه إن مستقبل المملكة العربية السعودية غير المؤكد لم يصبح أكثر استقرارًا بعد خلع 11 أمير من مناصبهم.
RTX3HZ68.jpg

هدف قرار الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود باقالة وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبد الله، هو النجل المفضل للملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز ال سعود، إلى إزالة منافس قوي مُحتمل لإبنه المفضل، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وشكّلت الإطاحة بالأمير متعب الجزء الأهم من موجة الاعتقالات الواسعة النطاق في المملكة للإطاحة بكل ما يتعارض مع طموحات الأمير الشاب.

وكان الملك عبد الله قد أنشأ الحرس الوطني السعودي في الخمسينات والستينات ولأكثر من نصف قرن شكلت هذه القوة العسكرية مركز القوة لجناح عبد الله في الأسرة المالكة وقبيلة شمر. وقد صُمم الحرس الوطني السعودي في الأصل ليكون قوة مضادة لأي عملية إنقلابية وللدفاع عن العائلة المالكة ضد المؤامرات الثورية التي قد تحاك ضدها في الجيش النظامي. وتنتشر عناصر الحرس الوطني في العاصمة والمدن المقدسة وكذلك على طول الحدود. كما ولعبت هذه القوة العسكرية دوراً مهماً في عزل الملك سعود في 1964 وتنصيب الأمير ملكاً على العرش. وفي عام 1979 تحمّل الحرس الوطني وطأة قتال المتطرفين الدينيين من أجل استعادة المسجد الحرام في مكة المكرمة.

فضلاً عن ذلك، شارك الحرس الوطني في القتال دفاعاً عن المملكة ضد العراق في عام 1990 وفي تحرير الكويت. في عام 2011، تم إرسال عناصر من هذه القوة العسكرية عبر جسر الملك فهد إلى البحرين لتحصين الأسرة الحاكمة السنية ضد المتظاهرين من الأغلبية الشيعية. ولا يزال الحرس الوطني يتواجد في الجزيرة البحرينية.

كذلك تجدر الاشارة الى أن الحرس الوطنى المكون من 100 الف جندي هو جهاز عكسري مستقل عن القوات البرية الملكية السعودية، أي جيش المملكة، الذى يضم أكثر من 200 الف جندى وحوالى ألف دبابة. ويتولى الأمير محمد بن سلمان، وهو أيضا وزير الدفاع، منصب القائد المدني للقوات البرية. وقد جرت العادة أن يتم نشر عناصر هذه القوة العسكرية على حدود المملكة للدفاع عن البلاد من الأعداء الأجانب ولإظهار القوة في المنطقة المحيطة. في عام 1991، شاركت القوات البرية في معركة الخفجي وصدّت العراقيين ومن ثم شاركت في تحرير الكويت.

كذلك شاركت وحدات القوات البرية الملكية السعودية في الاشتباكات الحدودية مع المتمردين الحوثيين في اليمن في عامي 2009 و2010. غير أن أداء السعوديون لم يكن جيدًا في الاشتباكات ولحقت بهم خسائر كبيرة. وتدريجيًا، عزز الحوثيون سيطرتهم على المنطقة الحدودية وشمال اليمن.

وتُسجل القوتان السعوديتان العسكريتان تكلفة باهظة، فلا يوجد توزيع رسمي للإنفاق الدفاعي بحسب الخدمة، بل ينتمي معظم الأفراد العسكريين إلى القوات البرية الملكية السعودية والحرس الوطني. وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن هاتين القوتين مجهزتان تجهيزًا كاملًا. فعلى سبيل المثال، يضع الحرس الوطني اللمسات الأخيرة على اتفاق لشراء 24 طائرة هليكوبتر قتالية من طراز أباتشي تم توقيعه مع الولايات المتحدة في عام 2010، مما سيزيد من قوة نيران هذه القوة العسكرية.

ووفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام بلغ الإنفاق السعودي على الدفاع حوالي 87 مليار دولار في عام 2015، مُسجلاً ثالث أعلى مستوى في العالم ومتخطياً أي من شركائنا في الناتو أو روسيا. ويبلغ نصيب الفرد من الإنفاق الدفاعي 6,900 دولار في السنة، وهو مبلغ هائل لأمة يبلغ عدد سكانها السعوديين 20 مليونا فقط.

ويشكل كل من الأمير معتب والحرس الوطني مركز قوة بديل محتمل لولي العهد. من خلال إقالة نجل الملك عبد الله، أحكم الملك الحالي وولي عهده قبضتهما على السلطة. وفي وقت سابق، قام الملك وابنه بإزاحة ولي العهد السابق محمد بن نايف، الذي كان أيضا وزير الداخلية والرجل الثالث في جهاز الأمن الوطني في المملكة.

ويشير التصميم على تركيز السلطة في يد ولي العهد إلى الطموح والقلق. فالأمير الشاب يبدو في عجلة من أمره ويسعى لتطبيق رؤية واسعة النطاق لبلده. وفي الشهر الماضي، أعلن محمد بن سلمان عن مشروع لبناء مدينة جديدة في شمال غرب المملكة، أطلق عليه اسم "نيوم"، والذي يتم تميوله من خلال استثمارات بقيمة 500 مليار دولار. فضلاً عن ذلك، تعتبر "رؤية السعودية 2030" التي يُشرف عليها بن سلمان برنامج التغيير الأكثر توسعية في تاريخ البلاد.

ولكن محمد بن سلمان يدرك أيضا أن صعوده إلى السلطة قد أثار نفور الكثيرين في العائلة المالكة الذين تم تهميشهم. فقد تمت الإطاحة بمحمد بن نايف بشكل تفردي ومحرج من دون أي احترام لسنواته الطويلة من الخدمة والوفاء التي قدمها في مكافحة الإرهاب. ومنذ إزالته، لم يقم محمد بن نايف بأي ظهور علني ولم يتحدث عن فصله.

ويرى المراقبون المطلعون في مجال السياسة الداخلية السعودية موجة الاعتقالات التي طالت الصيف الماضي عدداً كبيرًا من رجال الدين والمفكرين البارزين على أنها دليل على التوترات داخل المملكة. فليس هناك ما يضمن خلافة سلسة لوالد محمد بن سلمان بعد موته أو تنازله عن العرش. وفي هذا السياق، تُعزز الجولة الأخيرة من الاعتقالات الشعور بأن الخلاف حول الخلافة سيكون أصعب مما يتوقع الملك وابنه. ويترأس ولي العهد اليوم فرقة عمل لمكافحة الفساد تبدو وكأنها وسيلة لمعاقبة خصومه أكثر من أي شيء آخر. فقد تم احتجاز أحد عشر أمير ووضع عدد غير مسبوق من أفراد العائلة المالكة في دائرة الاشتباه.

وتقف المملكة عند مفترق طرق. فقد ركد اقتصادها مع انخفاض أسعار النفط وغرقت في مستنقع الحرب في اليمن. أما الحصار المفروض على القطر فيبدو فاشلاً، فيما يتصاعد النفوذ الإيراني في لبنان وسوريا والعراق. ويبقى موضوع الخلافة موضع تساؤل. يبدو أن المملكة العربية السعودية تشهد أشد الفترات تقلبًا في التاريخ السعودي منذ أكثر من نصف قرن.

Join hundreds of Middle East professionals with Al-Monitor PRO.

Business and policy professionals use PRO to monitor the regional economy and improve their reports, memos and presentations. Try it for free and cancel anytime.

Already a Member? Sign in

Free

The Middle East's Best Newsletters

Join over 50,000 readers who access our journalists dedicated newsletters, covering the top political, security, business and tech issues across the region each week.
Delivered straight to your inbox.

Free

What's included:
Our Expertise

Free newsletters available:

  • The Takeaway & Week in Review
  • Middle East Minute (AM)
  • Daily Briefing (PM)
  • Business & Tech Briefing
  • Security Briefing
  • Gulf Briefing
  • Israel Briefing
  • Palestine Briefing
  • Turkey Briefing
  • Iraq Briefing
Expert

Premium Membership

Join the Middle East's most notable experts for premium memos, trend reports, live video Q&A, and intimate in-person events, each detailing exclusive insights on business and geopolitical trends shaping the region.

$25.00 / month
billed annually

Become Member Start with 1-week free trial
What's included:
Our Expertise

Memos - premium analytical writing: actionable insights on markets and geopolitics.

Live Video Q&A - Hear from our top journalists and regional experts.

Special Events - Intimate in-person events with business & political VIPs.

Trend Reports - Deep dive analysis on market updates.

We also offer team plans. Please send an email to pro.support@al-monitor.com and we'll onboard your team.

Already a Member? Sign in