خلال الحقبة الرومانية، أدّى جبل الهيكل دوراً محورياً في استراتيجية "فرّق تسد" التي اعتمدتها الأمبراطورية. في القرن الأول قبل الميلاد، أعاد الحاكم الروماني غابينيوس تنصيب يوحنا هركانوس الكاهن الأعلى على الهيكل اليهودي، لكنه سلّم مجموعة من النبلاء الأنداد الجزء الأكبر من السلطة والصلاحيات لحكم الإقليم. في الزمن الحديث، سوف يذكر التاريخ أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان سياسياً بنى مسيرة سياسية حافلة على ركائز العداوة، وعلى الجدران التي رفعها بين أبناء الشعب الإسرائيلي – بين اليمين واليسار، اليهود والعرب، المتديّنين والعلمانيين، الإسرائيليين العاديين ونشطاء حقوق الإنسان ووسائل الإعلام. وسوف تنسب إليه كتب التاريخ أيضاً الفضل في تحقيق إنجاز فريد من نوعه، توحيد العالمَين العربي والمسلم ضد إسرائيل والشعب اليهودي.
حاول الفلسطينيون، على امتداد سنوات، توحيد العالمَين العربي والمسلم حول نضالهم من أجل الحق في تقرير المصير، ولم يحقّقوا سوى نجاح محدود جداً. حتى فيما ترفرف الأعلام الإسرائيلية فوق عشرات البؤر الاستيطانية الجديدة والمتوسِّعة في الضفة الغربية المحتلة، لا يزال العلمان الأردني والمصري يرفرفان فوق سفارتَي البلدَين في إسرائيل. دول الخليج غارقة في حرب في اليمن ونزاع مع قطر، في حين ينشغل السنّة والشيعة بسفك الدماء المتبادَل. فضلاً عن ذلك، عندما يأخذ حلفاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس استراحة من خصومتهم مع "حماس" في قطاع غزة، يسعون إلى الاحتماء من المؤامرات التي يحوكها محمود دحلان، القيادي السابق في حركة "فتح"، وأتباعه من أجل إطاحة عباس. ناهيك عن الحروب الشاملة التي تشهدها سوريا والعراق.