القاهرة - أكّدت عضو تكتّل 25-30 المعارض تحت قبّة البرلمان والمستقيلة من حزب المصريّين الأحرار النائبة نادية هنري أنّها ونوّاب التكتل يرون أنّ الاستقالة التي لوّحوا بها، عقب تمرير إتفاقيّة إعادة ترسيم الحدود البحريّة بين دولتيّ مصر والمملكة العربيّة السعوديّة، والتي آلت بموجبها تبعيّة جزيرتيّ تيران وصنافير إلى الأخيرة غير مجدية، معلنة أنّه سيتمّ تشكيل إئتلاف معارض أكبر تحت القبّة يزيد أعضاؤه عن 100 نائب.
النائبة القبطيّة المهجّرة وأسرتها من على الحدود، على أثر حرب الاستنزاف، التي دافعت مصر فيها عن مصريّة الجزر التي آلت إلى السعوديّة، أكّدت أنّ دماء الشهداء المصريّين روت أرض "تيران وصنافير"، وقالت: خلال هذه الحروب وعقب أسر إسرائيل جنود مصريّين، رفضت السعوديّة الاستجابة لنداء مصريّ رسميّ بالتدخّل لإنقاذهم.
وفي ما يلي نصّ الحوار:
المونيتور: بعد أن وافق البرلمان على إتفاقيّة نقل الجزر، رغم معارضتك، ماذا يأتي بعد ذلك؟ مع العلم أنّك طلبت من رئيس البرلمان التصويت نداء بالاسم من خلال تواقيع رسميّة لك مع عدد من النوّاب، وهو ما تمّ رفضه.
هنري: أنتظر الآن حكم المحكمة الدستوريّة المنتظر صدوره في 30 تمّوز/يوليو الجاري، إذ قرّرت محكمة الأمور المستعجلة حجز الاستشكال المقدّم من مجموعة من المحامين على حكم الدرجة الأولى، الذي يقضي بعدم الاعتداد بأحكام بطلان إتفاقيّة تيران وصنافير الصادرة من محاكم القضاء الإداريّ والإدارية العليا، للحكم بجلسة 30 تمّوز/يوليو المقبل. وأؤكّد مجدّداً أنّ قناعتي كما هي بأنّ الجزيرتين مصريّتان.
المونيتور: هددّت بالإستقالة مع تكتّل 25 - 30 من البرلمان، احتجاجاً على تمرير الإتفاقيّة، في ظلّ غياب الشفافيّة. وأعلنتم ذلك أيضاً خلال جلسة مناقشة الإتفاقيّة. ورغم أن سبق للنائب الوفديّ محمّد فؤاد أن استقال عقب هذه الأحداث، إلاّ أنّكم لم تعلنوا الاستقالة التي لوحتم بها؟
هنري: في ما يخصّ الإستقالة، نحن كتكتّل 25 - 30 رأينا موحّد وقرّرنا تأجيلها. كما قرّرنا أن ننتظر لنرى عدد النّواب الرافضين لها، وإمكانيّة تشكيل تكتّل معارض أكبر تحت القبّة، وهو ما قد يتمّ قريباً، فكلّ الطروحات واردة، لكنّها في صدد الدراسة. إذاً، في هذه المسألة رأينا كتكتّل موحّد، وسيتمّ الإتفاق عليه، فبعد مناقشات وجدنا أنّ الإستقالة لم تعد مجدية. وتأكيداً لموقفنا، الذي لم يكن مجرّد "شو" إعلاميّ، أرسلنا إلى الرئيس عبد الفتّاح السيسي خطاباً رسميّاً بأسماء 120 نائباً من رافضي الإتفاقيّة. فلو أنّ الهدف من الاستقالة كما يراه الشعب، لن يؤدّي إلى إعادة التصويت على الإتفاقيّة. إنّ الاستقالة لم تعد ذات أثر مجد، [N1] في حال التقدّم بها، والخروج من الموقف ليس هدفنا. والآن، عقب التصديق أصبحت الإتفاقيّة عملاً نيابيّاً صحيحاً تمّ، فالتزمنا كتكتّل برأي الأغلبيّة، الذي أسفرت عنه الديموقراطيّة، وسنستمرّ في الدفاع عن مصريّة الجزيرتين.
المونيتور: كنت من النازحين من سيناء بعد حرب عام 1967، وسبق لك أن أعلنت ذلك خلال جلسة الاستماع، وبكيت خلال الجلسات التي مرّرت فيها الإتفاقيّة وارتديت الملابس السوداء، لا سيّما أنّ في أسرتك شهداء نالوا الشهادة دفاعاً عن الجزر، فهل لديك ذكريات خاصّة بها؟
هنري: نعم، إنّها تحمل ذكريات وجدانيّة خاصّة بي، فأنا وأسرتي من المهجّرين والنازحين من هذه المنطقة إلى القاهرة، بعد استشهاد رجال من عائلتي دفاعاً عن مصريّة الجزيرتين. كما أنّني ممّن عاصروا وسمعوا أحاديث في محيط أسرتي ومنطقة سكني آنذاك عن تيران وصنافير، ودفاع المصريّين عنها في العدوان الثلاثيّ على مصر، وكذلك حرب الاستنزاف، التي فقدنا فيها الكثير من شباب الأسرة. أنا مؤمنة جدّاً بمصريّتهما، فالأرض لها موقع استراتيجيّ خاص على الحدود المصريّة، وكان يجب قبل تمرير الإتفاقيّة تحديد أهميّتها الاستراتيجيّة. وكذلك، هل الوقت مناسب لتمريرها في ظلّ الصراعات الإقليميّة؟ أعرف عنهما جيّداً من خلال أحاديث أسرتي عن الحروب التي تمّت، والدماء المصريّة التي سالت. كما أذكر جيّداً أنّه كان يوجد أسرى مصريّون على الجزر أسرتهم إسرائيل، وطالبت مصر السعوديّة بإنقاذهم، إلاّ أنّها لم تتدخل، وهذا حديث أحد أفراد أسرتي، وشاهد عيان على ذلك.
المونيتور: برأيك، لماذا تؤيّد أحزاب عدّة في البرلمان هذا الإتفاق؟
هنري: كلّ من يؤيّد أنّهما سعوديّتان لم يقدّم إلينا الأدلّة الكافية. أمّا نحن فقدّمنا الأدلّة على مصريّتهما، ولا معلومات لديّ بشأن ما يثبت وجهة نظرهم بأنّهما سعوديّتان.
المونيتور: سبق أن اتّهمتك النائبة عن ائتلاف الأغلبيّة غادة عجمي بأنّك تتلقّين تمويلاً أميركيّاً لإحدات ضجيج خلال مناقشة الإتفاقيّة وللدفاع عن مصريّة الجزر، فهل ستتّخذين أيّ إجراءات قانونيّة ضدّها؟
هنري: بالفعل، اتّخذت إجراء فوريّاً إذ تقدّمت بشكوى رسميّة إلى رئيس المجلس علي عبد العال، تحوي كلّ ما تطاولت عليه به من كلمات، فالنائبة لا تعلم من هم أهلي لتتحدّث عن هذا الحديث، فهي لا تعلم شيئاً عن وطنيّتي، وإن كان لديها أيّ دليل فلتقدّمه. وإذا المجلس لم يحقّق في هذه الواقعة، فسيكون لي موقف قانونيّ آخر خارج المجلس، فتشويه المعارضة أمر مرفوض. لقد اتّهمتني بالعمالة، وهي لا تعلم ما قمت به منذ 28 كانون الثاني/يناير من عام 2011 حتّى الآن، فمنذ كنت في مجلس شورى الإخوان ارتديت وشاحاً مكتوباً عليه المطلوب رئيساً أمام الرئيس محمّد مرسي. وآنذاك، تبرّعت بكامل مرتّبي لحركة تمرّد لطبع استماراتها ضدّ نظام الإخوان. وفي 26 حزيران/يونيو من عام 2013، أعلنت استقالتي من مجلس شورى الإخوان علناً خلال مؤتمر تمرّد، وكانت المقصلة على رقبتي، وهذه هي الاستقالة الهادفة وقتها.
المونيتور: هل يقدّر أعضاء الدائرة الإنتخابيّة موقفكم أم يريدون المزيد من المطالب؟
هنري: بالفعل، نحن نتلقّى الكثير من الأسئلة المختلفة من قبل أهالي دوائرنا، ونردّ عليها كلّها، وأنا مطالبة هنا بالسؤال عن أدائي تحت القبّة، وليس بالنتيجة. في الدوائر الإنتخابيّة أيضاً، هناك رافضون للإتفاقيّة، ويرون أنّنا أحبطنا مشاعرهم وأهدرنا آمالهم وكراماتهم في الحفاظ على الأرض المصريّة، ونحن نستوعب مختلف المشاعر والمواقف، وعلى تواصل مستمرّ لنصل إلى وضع أفضل. يطالب الكثيرون من أهالي دائرتي بالاستمرار في منصبي ومواصلة المحاولة لوجود صوت آخر تحت القبّة. ويحسب للإتفاقيّة أنّها أحدثت لحمة بين ما يزيد عن مئة نائب، وهذا أمر إيجابيّ قد يكون له تكتّل معارض كبير تحت القبّة.