تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

ترامب يطالب روسيا وإيران بوقف فظائع الأسد قبل أيّ اتّفاق

إدارة دونالد ترامب تتّهم نظام بشار الأسد ببناء محرقة للجثث لتغطية أدلّة القتل الجماعي.
A satellite view of Sednaya prison complex near Damascus, Syria is seen in a still image from a video briefing provided by the U.S. State Department on May 15, 2017.   Department of State/DigitalGlobe/Handout via REUTERSFOR EDITORIAL USE ONLY. NOT FOR SALE FOR MARKETING OR ADVERTISING CAMPAIGNSTHIS IMAGE HAS BEEN SUPPLIED BY A THIRD PARTY. IT IS DISTRIBUTED, EXACTLY AS RECEIVED BY REUTERS, AS A SERVICE TO CLIENTS - RTX35Z4Y

وجّهت إدارة دونالد ترامب يوم 15 أيار/مايو اتّهامًا إلى نظام بشار الأسد ببناء محرقة للجثث في مجمع سجن صيدنايا خارج دمشق في محاولة منه لإتلاف أدلّة القتل الجماعي. وفي تصريحات حادّة بعد أيّام فقط على اللّقاء بين وزير الخارجيّة الرّوسي سيرغي لافروف والرّئيس الأميركي في البيت الأبيض، قال مسؤولون أميركيّون إنّ موسكو وطهران عليهما لجمه حتّى تستطيع الولايات المتّحدة دعم جهودهما الدّبلوماسيّة في سوريا.

قال المتحدّث باسم البيت الأبيض شون سبايسر للصّحفيّين في إحاطته الصّحفيّة بالبيت الأبيض، إنّ "نظام الأسد انحدر إلى مستوى جديد من الفساد، وهو يفعل ذلك مع دعم غير مشروط على ما يبدو من روسيا وإيران".

وفي تحوّل بالمواقف، أعرب البيت الأبيض عن استعداده للعمل لا فقط مع روسيا بل مع إيران أيضًا لمحاولة إنهاء القتل في سوريا والمضيّ قدمًا بالانتقال السّياسي، إذا ساعدتا على وضع حدّ لفظائع الأسد. وتجدر الإشارة إلى أنّ ترامب انتقد سابقًا الاتّفاق النّووي مع إيران وأيّد الدّعوات إلى فرض عقوبات إضافيّة على برنامج الصّواريخ البالستيّة للبلاد.

وقال سبايسر إنّ "الولايات المتّحدة تبقى منفتحة على العمل مع كلّ من روسيا وإيران لإيجاد حلّ يقود إلى استقرار سوريا ووحدتها. لكن لكي نتمكّن من العمل سويًا على وضع حدّ للعنف في سوريا، على روسيا وإيران أن تعترفا بفظائع نظام الأسد وأن تستعملا نفوذهما لوقفها".

أتت هذه التّصريحات عقب إحاطة صحفيّة مروّعة للدّبلوماسي الأبرز المعني بشؤون الشّرق الأوسط في وزارة الخارجيّة الذي وضع قائمة مريعة بالفظائع التي يُزعَم أنّ النّظام قد ارتكبها على مدى الأعوام الستة الأخيرة من الحرب الأهليّة السّوريّة. والأكثر إثارة للصّدمة هو أنّ ستيوارت جونز، القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، قال إنّ الولايات المتّحدة تعتقد أنّ نظام الأسد بنى محرقة لإحراق الجثث وإتلاف أدلّة القتل الجماعي لآلاف المعتقلين في سجن صيدنايا العسكري التّابع للنّظام والذي يبعد 45 دقيقة عن دمشق. وقال جونز إنّهم يعتقدون أنّ النّظام السّوري قد اعتقل بين 65,000 و117,000 شخص منذ بداية الحرب في العام 2011 وحتّى العام 2015.

وقال جونز للصّحفيّين في إحاطة إعلاميّة بوزارة الخارجيّة يوم 15 أيار/مايو إنّ "النّظام مسؤول عن قتل عدد يصل إلى 50 معتقلاً يوميًا في صيدنايا. وتعتقد مصادر موثوقة أنّ الكثير من الجثث جرى التخلّص منها في مقابر جماعيّة".

وأضاف جونز "نعتقد الآن أنّ النّظام السّوري أقام محرقة للجثث في مجمع سجن صيدنايا حيث يمكن التخلّص من رفات المحتجزين دون ترك أدلّة. ومع أنّ الفظائع المتعدّدة التي ارتكبها النّظام موثّقة جيّدًا، نعتقد أنّ بناء محرقة هو محاولة لتغطية حجم القتل الجماعي الذي يجري في سجن صيدنايا".

وقال جونز، الذي اضطرّ للتوقّف عدّة مرّات أثناء الإحاطة، إنّ روسيا عليها استعمال نفوذها على نظام الأسد لوقف ما تعرّض له المدنيّون من فظائع وهجمات أدّت إلى مقتل الغالبيّة العظمى من أكثر 400 ألف شخص يقدَّر أن يكونوا قد قتلوا في خلال ستّة أعوام من الحرب.

وقال، "تهوّلنا الفظائع التي ارتكبها نظام الأسد. وتلك الفظائع ارتُكِبت على ما يبدو بتأييد غير مشروط من روسيا وإيران".

وأضاف جونز أنّ "النّظام عليه وقف كلّ الهجمات على المدنيّيبن وقوّات المعارضة. وعلى روسيا تحمّل مسؤوليّة ضمان امتثال النّظام".

وزّعت وزارة الخارجيّة صورًا التقطتها الأقمار الصّناعيّة لمجمع سجن صيدنايا العسكري واشتبهت ببناء النّظام محرقة للجثث أثناء الإحاطة. وبدا ذلك في تعارض شديد مع الصّور التي وزّعتها وزارة الشّؤون الخارجيّة الرّوسيّة والتي تُظهِر ترامب مبتسمًا أثناء لقائه لافروف في المكتب البيضاوي الأسبوع الماضي.

وكان ترامب قد كشف للصّحافة بعد لقائه الدّبلوماسيّين الرّوس في 10 أيار/مايو أنّ اجتماعه بلافروف كان "جيدًا جدًا". وقال في الوقت عينه إنّ الطّرفين يريدان إنهاء "القتل الرّهيب الرّهيب في سوريا في أسرع وقت ممكن، والجميع يعمل لتحقيق ذلك".

وقال مسؤلوون وخبراء إنّ القضيّة المباشرة والبيانيّة التي طرحتها وزارة الخارجيّة بشكل استثنائي، والتي تُبرِز الأهوال التي ارتكبها النّظام السّوري هدفت إلى تعزيز مناشدة واشنطن لأبرز رعاة نظام الأسد الخارجيّين لاستعمال نفوذهم من أجل لجمه.

وقال للمونيتور مسؤول في وزارة الخارجيّة لم يرد إسناد الكلام إليه، "نريد أن تضمن روسيا أنّ نظام الأسد سيمتثل لالتزاماته ... وأن يفعلوا كلّ ما في وسعهم لوقف الأعمال العدائيّة بحقّ المدنيّين. ومرّة أخرى، نحن نقدم هذا كمؤشّر على أنّ الحكومة الرّوسيّة لا تلتزم بمسؤوليّاتها ... وتبيح جرائم النّظام السّوري ضدّ الشّعب السّوري وتشترك فيها".

وقال آرون شتاين، وهو خبير بشؤون الشّرق الأوسط في المجلس الأطلسي، إنّ إدارة ترامب تحاول استعمال رغبة الحكومة الرّوسيّة في العمل معها بشأن سوريا كي تحاول زيادة الضّغط على روسيا لاستعمال سلطتها على الأسد بهدف تقديم حلّ سياسي لسوريا.

وقال شتاين للمونيتور، "أعتقد أنّ هذا جزء من جهد أوسع للضّغط على روسيا في محاولة لممارسة ضغط مهمّ على النظام لتقديم تنازلات. ولا فكرة لديّ ما إذا كان سينجح ذلك أم لا".

وأضاف شتاين أنّ موقف إدارة ترامب من الأسد أصبح أكثر تصلّبًا بكثير منذ الهجوم بالأسلحة الكيميائيّة في محافظة إدلب يوم 4 نيسان/أبريل.

وأردف شتاين بقوله "إنّنا رأينا ترامب يتحدّث في عدّة مقابلات عن أنّ صور الأطفال الذين يُقتَلون بالأسلحة الكيميائيّة تؤثّر فيه بشكل كبير".

وقال شتاين، "أعتقد أنّ السّؤال يتمحور حول تسلسل الأحداث. هل يستطيع [الأسد] المغادرة في نهاية المفاوضات، أم عليه المغادرة قبل إجراء المفاوضات. ... ما زلت أعتقد أنّ [الولايات المتّحدة] ستكون مرنة في هذا الصّدد".

وأضاف أنّ السؤال هو ما إذا كانت روسيا ستتخلّى عن النّظام أم لا.

قال البيت الأبيض في 15 أيار/مايو إنّه "لا يُعقل" أن يختار السّوريّون الإبقاء على الأسد. وقد تؤدّي محادثات الانتقال السّياسي بوساطة الأمم المتّحدة في جنيف إلى انتخابات سوريّة جديدة في نهاية المطاف.

وقال سبايسر، "تعتقد إدارة ترامب أنّ مستقبل سوريا السّياسي يجب أن يقرّره السّوريّون في عمليّة حرّة، وموثوقة وشفافة. لكن نعتقد أيضًا أنّه في إطار عمليّة حرّة، لا يعقل أن يختار السّوريّون البقاء تحت قيادة الأسد".

وأضاف سبايسر أنّ "سوريا لن تكون يومًا مستقرّة وآمنة ما دام الأسد في السّلطة".

من المقرّر استئناف المحادثات الجارية بوساطة الأمم المتّحدة بين النّظام السّوري والمعارضة في جنيف يوم 16 أيار/مايو.

وقد قال المبعوث الأممي الخاصّ إلى سوريا ستافان دي ميستورا، في حديثه إلى مراسلين في جنيف يوم 15 أيار/مايو، إنّه سعيد برؤية الإدارة الأميركيّة الجديدة تشارك أكثر في جهود السّلام السّوريّة.

وقال دي ميستورا، "يشجّعني الالتزام المتزايد، والاهتمام المتزايد من قبل الإدارة الأميركيّة في خفض التّصعيد والحدّ من العنف".

Join hundreds of Middle East professionals with Al-Monitor PRO.

Business and policy professionals use PRO to monitor the regional economy and improve their reports, memos and presentations. Try it for free and cancel anytime.

Already a Member? Sign in

Free

The Middle East's Best Newsletters

Join over 50,000 readers who access our journalists dedicated newsletters, covering the top political, security, business and tech issues across the region each week.
Delivered straight to your inbox.

Free

What's included:
Our Expertise

Free newsletters available:

  • The Takeaway & Week in Review
  • Middle East Minute (AM)
  • Daily Briefing (PM)
  • Business & Tech Briefing
  • Security Briefing
  • Gulf Briefing
  • Israel Briefing
  • Palestine Briefing
  • Turkey Briefing
  • Iraq Briefing
Expert

Premium Membership

Join the Middle East's most notable experts for premium memos, trend reports, live video Q&A, and intimate in-person events, each detailing exclusive insights on business and geopolitical trends shaping the region.

$25.00 / month
billed annually

Become Member Start with 1-week free trial
What's included:
Our Expertise

Memos - premium analytical writing: actionable insights on markets and geopolitics.

Live Video Q&A - Hear from our top journalists and regional experts.

Special Events - Intimate in-person events with business & political VIPs.

Trend Reports - Deep dive analysis on market updates.

We also offer team plans. Please send an email to pro.support@al-monitor.com and we'll onboard your team.

Already a Member? Sign in