تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

التحالف الوطنيّ يعيد صداقة المالكي والصدر

يحاول التحالف الوطنيّ العراقيّ، بدعم من إيران، التوسّط بين مقتدى الصدر ونوري المالكي من جديد بعد فترة من التراشق الإعلاميّ والتّهم المتبادلة.
Iraqi Shi'ite cleric Moqtada al-Sadr delivers a sermon to worshippers during Friday prayers at the Kufa mosque near Najaf, Iraq September 23, 2016.  REUTERS/Alaa Al-Marjani - RTSP3OH

بغداد - طرح الإجتماع الأخير، الذي عُقد بين قادة فصائل الحشد الشعبيّ وزعيم التيّار الصدريّ مقتدى الصدر في 19 تشرين الأوّل/أكتوبر من عام 2016 في مدينة النّجف، جنوبي العراق، أهميّة إجراء مصالحة بين مقتدى الصدر ونائب رئيس الجمهوريّة الحاليّ رئيس إئتلاف دولة القانون نوري المالكي. كما أنّ إيران تسعى هي الأخرى بمساعدة ساسة عراقيّين إلى لمّ شمل البيت الشيعيّ أكثر في الفترات المقبلة، بغية تقوية صفوفه وتفويضه بلعب دور أكبر في العمليّة السياسيّة العراقيّة والمشاركة في تحديد مستقبل العراق في مرحلة ما بعد "داعش". ولأنّ إيران تعتقد أنّ الخلافات بين قادة التحالف الوطنيّ وكتله السياسيّة الرئيسيّة قد تشكّل خللاً وضعفاً فيه، تعمل الآن على تحقيق مصالحة بين نوري المالكي ومقتدى الصدر المنضويين في التّحالف الوطنيّ.

وأكّد علي الأديب، وهو قياديّ في حزب الدعوة الإسلاميّة ومقرّب من المالكي، وجود محاولات لتحقيق مصالحة بين المالكي ونّده الصدر، لكنّه لم يتحدّث عن الجهة التي تسعى إلى تلك المصالحة وإلى أيّ مرحلة وصلت.

ويبدو أنّ إحدى الخطوات التي كانت بداية لتحقيق مصالحة بين المالكي والصدر، هي تلك التي جمعت الأخير بقادة الحشد الشعبيّ في مدينة النّجف، على اعتبار أنّ أغلب قادة الحشد الذين حضروا للقاء الصدر مقرّبون من المالكي في شكل كبير.

وقال مصدر من داخل التحالف الوطنيّ لـ"المونيتور": "هناك عمليّة صلح كان يفترض أن تُبادر بها أطراف شيعيّة خلال الأيّام الماضية، لكنّ القرار الذي أصدرته المحكمة الإتحاديّة بإعادة نوّاب رئيس الجمهوريّة إلى مناصبهم، ومن ضمنهم نوري المالكي، دفع بالصدر إلى إتّخاذ موقف بالضدّ من هذا القرار، ممّا أخّر الخطوات التي كانت تسعى إلى تحقيق الصلح بينهما".

المساعي المبذولة للمّ شمل البيت الشيعيّ، تحضّر لمرحلة ما بعد "داعش"، وهي المرحلة التي يعتقد فيها سياسيّون شيعة أنّها يجب أن تكون مرحلة إنهاء الخلافات وخلق بيئة هادئة داخل العمليّة السياسيّة. ويتّهم البعض الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة بمحاولة السيطرة على العراق أكثر عبر إجراء مصالحة بين الصدر والمالكي، لأنّها ترى في عدم التقارب بينهما ضعفاً للتحالف الشيعيّ وحجر عثرة أمام مشاريعها في العراق.

وإنّ الرئيس الجديد للتحالف الوطنيّ عمّار الحكيم، وهو أكبر تحالف سياسيّ في العراق، ربّما سيتكفّل بمهمّة الصلح بين المالكي والصدر، وهذه الخطوة قد تكون من المهامّ الأساسيّة التي وصل بها إلى رئاسة التحالف، وهذا ما تؤيّده إيران التي تريد تحالفاً قويّاً.

هناك أنباء تُشير إلى أنّ الأمین العام للمجمع العالميّ للصحوة الإسلامیّة علي أكبر ولايتي نقل خلال زيارته التي قام بها أخيراً لبغداد من أجل حضور مؤتمر الصحوة الإسلاميّة، إقتراحاً إلى عمّار الحكيم يوضح أهميّة إعادة العلاقة بين الصدر والمالكي وعدم فسح المجال لأيّ خلاف جديد قد يحدث.

وبدأت الخطوات الأولى للصلح بين المالكي والصدر، وإن كانت غير مباشرة، في 15 تمّوز/يوليو من عام 2016، عندما أشاد المالكي بمتظاهري التيّار الصدريّ، لأنّهم، وبحسب قوله، أسقطوا مؤامرة بعثيّة كان يحضّر لها حزب البعث لإختراق التظاهرات التي انطلقت في 31 تمّوز/يوليو من عام 2015.

ورأى سعد المطلبي، وهو عضو إئتلاف دولة القانون ومقرّب من المالكي، خلال حديثه لـ"المونيتور" أنّ "الخلاف بين المالكي والصدر ليس شخصيّاً، وإنّما هو خلاف عمليّ يخصّ العمليّة السياسيّة والأوضاع في العراق".

واتّفق مناضل الموسوي، وهو نائب عن التيّار الصدريّ بزعامة الصدر، مع ما ذهب إليه سعد المطلبي، الذي أشار إلى أنّ الخلاف بين الصدر والمالكي هو خلاف على أسس عمليّة، وليس خلافاً شخصيّاً، وقال لـ"المونيتور": "من مصلحة الجميع ألاّ تكون هناك خلافات، فالخلاف بين المالكي والصدر يخصّ العمل، وليس خلافاً شخصيّاً. ونتمنّى أن تنتهي الخلافات في الفترة المقبلة، التي يمرّ بها العراق في مرحلة جديدة".

وقبل أن تظهر ملامح الصلح الشخصيّ بين الصدر والمالكي، كانت هناك ملامح صلح على مستوى كتلتيهما البرلمانيّتين، عندما تحالفتا مع كتل أخرى للإطاحة برئيس مجلس النوّاب سليم الجبوري. يبدو أنّ الصدر سيكون عنيداً خلال مرحلة المفاوضات التي سيستأنفها مع التحالف الوطنيّ، وربّما ستكون النقاط الـ14، التي قدّمها إلى التحالف الوطنيّ هي بداية تسوية الخلافات مع المالكي.

هناك من يعتقد أنّ الصلح بين المالكي والصدر يُمكن أن يضرّ ببقاء حيدر العبادي على رأس الحكومة العراقيّة، لكنّه في حقيقة الأمر يُمكنه أن يُعزّز وجود العبادي في منصبه، إذ أنّ الصدر يشترط عدم وجود المالكي على رأس حكومة عراقيّة جديدة.

ولأنّ عمّار الحكيم، الذي قد يختلف سياسيّاً مع الصدر والمالكي، إلاّ أنّه يريد في بداية رئاسته للتحالف الوطنيّ أن يقوم بخطوة تجذب الرأي العام والإعلام إليه. ولذا، سيكون ساعياً، وبكلّ قوّة، إلى جمع الندّين المنضويين في التحالف الوطنيّ.

وفي المحصّلة، فإنّ الصدر والمالكي لن يعلنا عن موعد عقد لقاء الصلح بينهما، لكنّهما سيفاجئان الجميع بخبر عودة علاقتهما وبداية صفحة جديدة. وهذه الخطوة، إن تمّت، فستكون عن طريق التحالف الوطنيّ وبفكرة إيرانية لتقوية التحالف الشيعيّ في الفترات المقبلة.

Join hundreds of Middle East professionals with Al-Monitor PRO.

Business and policy professionals use PRO to monitor the regional economy and improve their reports, memos and presentations. Try it for free and cancel anytime.

Already a Member? Sign in

Free

The Middle East's Best Newsletters

Join over 50,000 readers who access our journalists dedicated newsletters, covering the top political, security, business and tech issues across the region each week.
Delivered straight to your inbox.

Free

What's included:
Our Expertise

Free newsletters available:

  • The Takeaway & Week in Review
  • Middle East Minute (AM)
  • Daily Briefing (PM)
  • Business & Tech Briefing
  • Security Briefing
  • Gulf Briefing
  • Israel Briefing
  • Palestine Briefing
  • Turkey Briefing
  • Iraq Briefing
Expert

Premium Membership

Join the Middle East's most notable experts for premium memos, trend reports, live video Q&A, and intimate in-person events, each detailing exclusive insights on business and geopolitical trends shaping the region.

$25.00 / month
billed annually

Become Member Start with 1-week free trial
What's included:
Our Expertise AI-driven

Memos - premium analytical writing: actionable insights on markets and geopolitics.

Live Video Q&A - Hear from our top journalists and regional experts.

Special Events - Intimate in-person events with business & political VIPs.

Trend Reports - Deep dive analysis on market updates.

All premium Industry Newsletters - Monitor the Middle East's most important industries. Prioritize your target industries for weekly review:

  • Capital Markets & Private Equity
  • Venture Capital & Startups
  • Green Energy
  • Supply Chain
  • Sustainable Development
  • Leading Edge Technology
  • Oil & Gas
  • Real Estate & Construction
  • Banking

We also offer team plans. Please send an email to pro.support@al-monitor.com and we'll onboard your team.

Already a Member? Sign in

Start your PRO membership today.

Join the Middle East's top business and policy professionals to access exclusive PRO insights today.

Join Al-Monitor PRO Start with 1-week free trial