حلب، سوريا – خاوية على عروشها، إلاّ من أناس جاؤوا لتفقّد منازلهم أو مقاتلين من الجيش السوريّ الحرّ آثروا البقاء للدفاع عن أرضهم... هكذا، بدت مدينة عندان في ريف حلب الشماليّ، عندما زرناها في 17 شباط/فبراير. لقد دفعت الغارات الروسيّة وهجوم قوّات النّظام على حلب في 1 شباط/فبراير بمئات الآلاف من سكّان ريف حلب الشماليّ إلى النزوح، حيث سيطرت قوات النظام على نحو عشر بلدت ما أدى لقطع طريق امداد استراتيجي للمعارضة يربط معبر باب السلامة بمدينة حلب.
لا أحد في الشوارع، وأينما حرّكت ناظريك تجد ركام المنازل الناتج من قصف الطائرات الروسيّة، فتشعر كأنّك في مدينة أشباح، فلا يسمع سوى صوت صفير الرياح وهي تتقاذف أبواب المنازل ونوافذها. ففي ساحة مدينة عندان، وهي مركز تجاريّ رئيسيّ، كانت المحال بمعظمها محروقة ويغطّيها السواد بسبب القصف. وفي وقت سابق، كان هذا المكان مزدحماً يقصده الناس من مختلف البلدات للتبضّع وشراء حاجاتهم. فلا بدّ أن يراودك الشعور بالأسى والحزن على أناس رحلوا وتركوا خلفهم ديارهم وأرزاقهم.