بغداد - في فترات الإضطراب الإجتماعيّ، يتصاعد الجدل حول الهويّة، حيث تخرج الهويّات الجانبيّة الدينيّة والقبليّة والمذهبيّة لتتصدّر الواجهة، وتعبّر بدورها عن مراحل الإضطراب الإجتماعيّ. وفي هذا السّياق، تبرز الرموز الدينيّة والوطنيّة كالرايات والأعلام لتصبح أدوات جديدة للتّعبير عن صراعات الهويّات الموجودة في البلد.
ففي سنجار الّتي تعدّ المركز الرئيسيّ للأقليّة الإيزديّة، نشب الصراع في 13 نوفمبر2015، بين قوى كرديّة مختلفة شاركت في القتال لتحرير المدينة من تنظيم "داعش"، منها حزب العمّال الكردستانيّ وقوّات البيشمركة التّابعة لإقليم كردستان، إضافة إلى قوى محليّة تابعة للإيزيديّين أنفسهم. وحصل الصراع على رفع الأعلام، باعتباره رمزاً للسيطرة على المدينة، حيث أراد كلّ من القوى المشاركة في تحرير المدينة أن يرفع أعلامه على المباني الحكوميّة في المدينة. وعلى المنوال نفسه، أدّت الخلافات بين قوّات تابعة للبيشمركة الكرديّة وأخرى شيعيّة تابعة لـ"الحشد الشعبيّ" في قضاء طوزخرماتو، في 12-11-2015، إلى قيام أفراد وجماعات من الطرفين بحرق العلمين الكرديّ والعراقيّ. لقد قام بعض الأكراد بحرق العلم العراقيّ ونشر مقاطع من ذلك على موقع التّواصل الإجتماعيّ "فيسبوك".