ليست الخلافات السياسيّة والإنشقاقات الحزبيّة جديدة على حزب الدعوة الإسلاميّة، وهو الطرف الرئيسيّ في الائتلاف الحاكم في العراق منذ عام 2005 حتّى الآن، ولكن ما يشهده الحزب من خلافات جذريّة وصراعات حادّة منذ رئاسة وزراء حيدر العبادي تعدّ غير مسبوقة، من حيث عكسها لصراعات شيعيّة – شيعيّة على المستويين العراقيّ والإقليميّ.
لقد تأسّس حزب الدعوة الإسلاميّة في خمسينيّات القرن الماضي في العراق، من قبل رجال دين وجامعيّين شباب ذات نزعة دينيّة سياسيّة لمحاربة الشيوعيّة وتأسيس الحكم الإسلاميّ. وكانت الإيديولوجيّة الأساسيّة للحزب متأثّرة ومستوحاة في شكل كبير من جماعة الإخوان المسلمين. كما كان الجيل الأوّل من مؤسّسي الحزب على علاقة مباشرة مع الحزب الإسلاميّ الّذي كان يعتبر الفرع العراقيّ لجماعة الإخوان. وهناك أيضا صلات تربط حزب الدّعوة بحزب التّحرير المتأثّر بدوره بالإخوان. وقد وثّق السيّد طالب الرفاعي من مؤسّسي حزب الدعوة، هذه الصلات والعلاقات في حواراته مع رشيد الخيون في كتاب بعنوان "أمالي السيّد طالب الرفاعي".