تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الولايات المتّحدة تحصل على دعم دول مجلس التعاون الخليجي والحلفاء الآسيويّين للاتّفاق النووي مع إيران

إسرائيل هي الاستثناء في ما يتعلّق بالاتّفاق النّووي؛ رفسنجاني يقول للمونيتور إنّ إيران "ليس بينها وبين السعوديّة أيّ مشكلة في الأساس"؛ ظريف يقترح تعاونًا نوويًا مدنيًا مع الدّول العربيّة؛ مسؤولون سوريّون، وإيرانيّون وروس يلتقون في طهران؛ سلسلة المونيتور السّنويّة الثّانية للتحقيق في جهود الضّغط الخاصّة بالشّرق الأوسط، وسلسلة التّراث الثقافي في الشّرق الأوسط.
RTX1NO22.jpg

دعم دولي ساحق للاتفاق مع إيران

حصلت حكومة أوباما هذا الأسبوع على تأييدين دوليّين رئيسيّين لـ'خطّة العمل المشتركة الشاملة'، ليترك ذلك إسرائيل الاستثناء الوحيد من بين حلفاء أميركا من حيث معارضة الاتّفاق النّووي مع إيران.

ورد في البيان المشترك لوزراء خارجيّة الولايات المتّحدة ودول مجلس التعاون الخليجي في اجتماع الدوحة الذي عُقِدَ في 3 آب/أغسطس: "بعد التأكيد من جديد على الموقف المعرب عنه في قمّة كامب ديفيد بأنّ 'الاتّفاق الشامل الذي يمكن التحقّق منه والذي يعالج بشكل كامل الهواجس الإقليميّة والدوليّة بشأن برنامج إيران النووي يصبّ في المصالح الأمنيّة لدول مجلس التّعاون الخليجي وكذلك الولايات المتّحدة والمجتمع الدّولي،' اتّفق الوزراء على أنّ التّطبيق الكامل لخطّة العمل المشتركة الشاملة سيسهم في أمن المنطقة على المدى البعيد، بما في ذلك الحؤول دون تطوير إيران أو امتلاكها لأيّ قدرات نوويّة عسكريّة".

وباجتماع الولايات المتّحدة ومجلس التعاون الخليجي في الدّوحة، يبدو أنّ حكومة أوباما ملتزمة بنهجها القائم على تعميق التعاون الأمني الأميركي مع مجلس التعاون الخليجي كوسيلة لطمأنة حلفائها في الخليج العربي واستمالتهم من أجل دعم الاتّفاق النووي مع إيران، وهو نهج بدأ مع قمّة كامب ديفيد في 14 أيار/مايو وجرى التطرّق إليه في هذا العمود.

بعد ثلاثة أيّام وبتاريخ 6 آب/أغسطس، أصدر وزراء خارجيّة اتّحاد دول جنوب شرق آسيا (آسيان) - أستراليا، والصّين، والهند، واليابان، وكوريا، ونيوزيلندا وروسيا – بيانًا يرحّبون فيه بالاتّفاق.

إذًا بات امتداد الدّعم الدّولي لـ'خطّة العمل المشتركة الشاملة' يشمل الآن جميع حلفاء أميركا المقرّبين وعلاقاتها الدوليّة الحيويّة، باستثناء واحد فقط. ومع دعم الاتّحاد الأوروبي، ومجلس أمن الأمم المتّحدة، ودول مجلس التعاون الخليجي ودول آسيان الهند، واليابان، وكوريا، وأستراليا ونيوزيلندا، لم يكن الرئيس الأميركي باراك أوباما يبالغ عندما قال أمام جمهور في الجامعة الأميركيّة في واشنطن في 5 آب/أغسطس إنّ "جميع دول العالم التي أدلت بتعليقاتها العلنيّة، باستثناء الحكومة الإسرائيليّة، قد أعربت عن دعمها".

رفسنجاني: في ما يتعلّق بالاتّفاق النووي، تصرّفت الولايات المتّحدة "بشكل جيّد حتّى الآن"

في مقابلة حصريّة مع المونيتور، قال الرئيس الإيراني السّابق آية الله هاشمي رفسنجاني، "يبدو أنّ الأميركيّين يرغبون في الابتعاد عن الماضي نوعًا ما، وهذا أمر لا بدّ من إثباته [بالأفعال]".

وقال رفسنجاني إنّ الولايات المتّحدة تصرّفت "بشكل جيّد حتّى الآن" في المفاوضات النوويّة، مضيفًا أنّ "بيت القصيد لطالما كان بأن تقوم أميركا بشكل من الأشكال بالتّعويض عن الماضي وتبرئة نفسها أمام الشعب الإيراني. ربّما كانت بعض سياسات أميركا الإيجابيّة لحلّ المسألة النوويّة فعّالة حتّى الآن، وإذا استمرّت وأدّت إلى نتائج إيجابيّة، سيقترب [الأميركيّون] من هذه [التّبرئة]".

وكان رفسنجاني متفائلاً بشأن إمكانيّة العمل على مسائل الأمن الإقليمي بالتّعاون مع السعوديّة: "ليس بيننا وبين السعوديّة، أو أيّ دولة عربيّة أخرى، أيّ مشكلة في الأساس، لأنّها إسلاميّة ونحن نعتبر التعاون معهم أولويّة في دستورنا. ومع أنّهم قدّموا الدّعم لصدام [حسين] في خلال الحرب العراقيّة التي فُرِضَت على إيران، عادت وحُلَّت خلافاتنا سريعًا جدًا عندما استجابوا لسياسة إيران بالانفراج ما بعد الحرب وتقدّموا للتّعاون. وكان مقتل [الحجّاج الإيرانيّين] في مكّة في العام [1987] من بين الخلافات القائمة، وجرى حلّ الموضوع بأمر من الإمام [الخميني] لأنّ جوهر مسألة [العلاقات بيننا] لا ينطوي على أيّ نزاعات [في الأساس]".

وقال الرئيس الإيراني السّابق إنّ "الأحداث الأخيرة في المنطقة، أي الأحداث في سوريا، والعراق، واليمن والبحرين هي من بين المسائل التي خلقت تباعدًا في ما بيننا. طبعًا إذا قرّر كلّ من الحكومة الإيرانيّة [ونظرائها] العمل سويًا، لن تكون الأمور صعبة وستعود كما كانت عليه في الماضي. من الممكن تطبيع الوضع بحركة سريعة من أجل مصلحة العالم الإسلامي ككلّ، وأعتقد حقًا أنّ ذلك ممكن. مع ذلك، علينا أن نرى إلى أين ستؤدي هذه الأحداث، وهذا أمر مهمّ جدًا".

أمّا وزير الخارجيّة الإيراني محمد جواد ظريف، ووفق عمود في جريدة 'السفير' جرى نشره باللغة الإنكليزيّة في المونيتور، فقال على نحو مماثل إنّ "تشكيل مجمع للحوار الإقليمي في منطقتنا ومن ثم بين جميع الدول الإسلامية في الشرق الأوسط حاجة ماسة" بالاستناد إلى "أهداف مشتركة ومبادئ عامة تعترف بها دول المنطقة، وأهمها احترام سيادة ووحدة تراب جميع الدول واستقلالها السياسي وعدم انتهاك حدودها، والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وتسوية الخلافات سلميًا، ومنع التهديد أو استخدام القوة، والسعي لإحلال السلام والاستقرار وتحقيق التقدم والسعادة في المنطقة".

وذكر ظريف عدّة مراجع قرآنيّة مقترحًا ألّا يُعنى هذا "المجمع الإقليمي" باليمن وسوريا فحسب، بل أيضًا بالتعاون النووي المدني، بما في ذلك "الإفادة من إمكانيات التخصيب على شكل مركز إقليمي لتوليد الوقود النووي عبر تعاون الدول الإسلامية بالمنطقة في الجانب التقني".

الولايات المتّحدة، وروسيا وإيران يستأنفون الجهود الدبلوماسيّة بشأن سوريا

في بادرة إلى حملة دبلوماسيّة جديدة بشأن سوريا، قام نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجيّة والمغتربين السوري وليد المعلّم بزيارة إيران في 4 و5 آب/أغسطس لإجراء مشاورات واجتماعات مع القادة الإيرانيّين. وقد انضمّ إلى المعلّم في إيران المبعوث الروسي الخاصّ إلى الشّرق الأوسط، نائب وزير الخارجيّة ميخائيل بوغدانوف للتّشاور بشأن سوريا.

وقد علم الكاتب في المونيتور علي هاشم من مسؤول إيراني بارز في وزارة الخارجيّة أنّ إيران عدّلت خطّتها لسوريا المؤلّفة من أربعة بنود وسلّمتها إلى تركيا، وقطر ومصر للمراجعة.

وكتب هاشم، "عندما جرى تقديم الاقتراح، كانت البنود الأربعة هي الآتية: الوقف الفوري لإطلاق النار، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وإعادة تعديل الدستور السوري ليشمل أكثريّة المجموعات الإثنية والطائفية السوريّة، وإجراء انتخابات وطنيّة بإشراف مراقبين دوليين. وشرح المسؤول الإيراني أنّ الخطّة يجري النّظر فيها بشكل جدّي من قبل سوريا والدّول المشاركة في الأزمة السوريّة، وأنّه سيتمّ إرسال نسخة محدّثة إلى أمين عام الأمم المتّحدة. ويكمن الهدف الرئيسي في إيجاد استراتيجيّة للخروج من الأزمة".

سافر المعلّم من طهران إلى مسقط في 6 آب/أغسطس حيث قام ووزير الخارجيّة العماني يوسف بن علوي بمناقشة "إمكانيّة توحيد الجهود البنّاءة لوضع حدّ للأزمة في سوريا"، وذلك بحسب الوكالة العربية السورية للأنباء. أتاحت عمان مكانًا لإجراء مشاورات غير رسميّة بين الولايات المتّحدة وإيران قبل المفاوضات بشأن 'خطّة العمل المشتركة الشاملة'. وتجدر الإشارة إلى أنّ وزير الخارجيّة السّعودي عادل الجبير سيسافر إلى موسكو في 11 آب/أغسطس لإجراء لقاءات مع وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف، ومن المتوقّع أيضًا أن يقوم وفد من المعارضة السوريّة بزيارة موسكو قريبًا.

في غضون ذلك، وافق مجلس أمن الأمم المتّحدة في 7 آب/أغسطس على إجراء تحقيق في مسؤوليّة استعمال الأسلحة الكيميائيّة في سوريا. وكتب بول صاندرس أنّ "[وزير الخارجيّة الأميركي جون] كيري و[وزير الخارجيّة الروسي سيرغي] لافروف يجريان محادثات مكثّفة كما يتّضح، فقد التقيا مرّتين في أسبوع واحد، في الدّوحة (مع نظيرهما السعودي) وفي كوالالمبور على هامش قمّة سنويّة لاتّحاد دول جنوب شرق آسيا. حتّى اليوم، كان لافروف أكثر حذرًا من كيري، مكتفيًا بالقول 'إنّنا نتّفق على أنّنا بحاجة إلى توحيد الجهود في محاربة هذه الظّاهرة [تنظيم الدّولة الإسلاميّة] في أقرب وقت ممكن وبأكبر قدر من الفعاليّة'، لكنّه أقرّ أيضًا بـ"أنّنا لم نبن قطّ مقاربة مشتركة لكيفيّة القيام بذلك بالتّحديد'. وأضاف لافروف بأنّ 'الخبراء' الأميركيّين والرّوس سيستمرّون بمناقشة هذا الأمر، 'بالاستناد إلى المبادرات القائمة'. وقد يكون ذلك إشارة ضمنيّة إلى التعاون الأميركي الرّوسي السّابق حول أسلحة سوريا الكيميائيّة. ... مع ذلك، لا تزال روسيا مستاءة من الغارات الجويّة الأميركيّة على سوريا والتي وصفها لافروف مؤخّرًا بأنّها 'انتهاك للقانون الدولي' و'عائق أمام تشكيل جبهة موحّدة لمحاربة الإرهاب، بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلاميّة و[جبهة النّصرة].' إذا بقي هذا الجانب من العلاقة بين الولايات المتّحدة وروسيا هو الطّاغي في سوريا وأماكن أخرى، قد يكون لمجلس الأمن – وللجمعيّة العامّة التي ستنعقد في شهر أيلول/سبتمبر – نبرة مختلفة جدًا".

سلسلة المونيتور حول جهود الضّغط

أطلق المونيتور تحقيقه السنوي الثّاني في جهود الضّغط الخاصّة بالشرق الأوسط في واشنطن.

تغوص السلسلة في ما كشفه 'قانون تسجيل الوكلاء الأجانب' عن جهود الضّغط، من أجل الإفصاح عن أماكن وأسباب إنفاق دول الشرق الأوسط لأموالها على جماعات الضّغط وشركات العلاقات العامّة في واشنطن. وتشمل المواضيع التي غطّاها المراسل المختصّ بشؤون الكونغرس جوليان بيكيت: الهبات التي قدّمها كلّ من المغرب والجزائر لمؤسّسة كلينتون أثناء نزاعهما للسيطرة على الصحراء الغربيّة؛ وحملة الضّغط التي قادتها ايباك للقضاء على الاتّفاق النووي الإيراني؛ والحملات للاستمرار بتسليم الأسلحة الأميركية لمصر والبحرين؛ وحملة الإمارات العربيّة المتّحدة في واشنطن بقيمة 12.7 مليون دولار حول عدد من القضايا.

سلسلة التراث الثقافي

يسلّط المونيتور الضّوء على التراث الثّقافي في المنطقة، ويفيد عدنان أبو زيد بأنّه على الرّغم من تدمير المواقع الأثريّة في العراق ونهبها، تشير الأدلّة إلى إمكانيّة إجراء المزيد من عمليات التنقيب والاكتشافات. وكتبت فيتالي نومكين عن الحاجة إلى تحرّك دولي أكثر إلحاحًا وفاعليّة لحماية الكنوز الثقافيّة في المنطقة من الدمار. يمكن هنا الوصول إلى هذه المقالات وكثير غيرها حول سلسلة المونيتور للتراث الثقافي.

Join hundreds of Middle East professionals with Al-Monitor PRO.

Business and policy professionals use PRO to monitor the regional economy and improve their reports, memos and presentations. Try it for free and cancel anytime.

Already a Member? Sign in

Free

The Middle East's Best Newsletters

Join over 50,000 readers who access our journalists dedicated newsletters, covering the top political, security, business and tech issues across the region each week.
Delivered straight to your inbox.

Free

What's included:
Our Expertise

Free newsletters available:

  • The Takeaway & Week in Review
  • Middle East Minute (AM)
  • Daily Briefing (PM)
  • Business & Tech Briefing
  • Security Briefing
  • Gulf Briefing
  • Israel Briefing
  • Palestine Briefing
  • Turkey Briefing
  • Iraq Briefing
Expert

Premium Membership

Join the Middle East's most notable experts for premium memos, trend reports, live video Q&A, and intimate in-person events, each detailing exclusive insights on business and geopolitical trends shaping the region.

$25.00 / month
billed annually

Become Member Start with 1-week free trial
What's included:
Our Expertise

Memos - premium analytical writing: actionable insights on markets and geopolitics.

Live Video Q&A - Hear from our top journalists and regional experts.

Special Events - Intimate in-person events with business & political VIPs.

Trend Reports - Deep dive analysis on market updates.

We also offer team plans. Please send an email to pro.support@al-monitor.com and we'll onboard your team.

Already a Member? Sign in