بيروت — تدور منذ السادس من أيّار/مايو الجاري اشتباكات متقطّعة ومتكرّرة، بين مقاتلي حزب الله ووحدات الجيش السوريّمن جهّة، وبين مسلّحي التنظيمات الإرهابيّة من "داعش" و"النصرة" من جهّة مقابلة، على الحدود اللبنانيّة - السوريّة. وتحمل هذه الاشتباكات الكثير من الأهميّة، وقد تحمل الأكثر من النتائج والأبعاد، حيال ما بات يعرف باسم معركة القلمون. ولفهم حقيقة الأمر، لا بدّ من الإضاءة بداية على العوامل التالية:
أولاً، إنّ منطقة القلمون هي المنطقة الجبليّة من الحدود السوريّة الغربيّة مع لبنان، علماً أنّ جرودها الوعرة تمتدّ على مساحة نحو 600 كيلومتر مربّع، إذ تكوّن شريطاً من الجبال المرتفعة على أكثر من ألفي متر عن سطح البحر، يمتدّ من منطقة الزبداني السوريّة في الجنوب الغربيّ، إلى منطقة النبك السوريّة في الشمال الشرقيّ. وهي تشكّل بالتالي امتداداً شاسعاً، يمكن أن يشكّل معبراً إلى دمشق في الجنوب الشرقيّ منها، كما إلى حمص، في الشمال.