روث كوليان هي المرأة الأكثر شجاعة في إسرائيل. فهذه الأمّ لأربعة أولاد، التي تبلغ من العمر 34 عاماً، تقود معركة شجاعة لكن محكوم عليها بالفشل من داخل المجتمع الأرثوذكسيّ المتطرّف الذي تعيش فيه ضدّ النظام الحاخاميّ الأرثوذكسيّ. أنا أتابع أخبارها بدهشة وإعجاب منذ سنوات عدّة. لقد قطعت كوليان عهداً على نفسها بتسليط الضوء على معاناة مئات آلاف النساء اليهوديّات الأرثوذكسيّات، وبتحريرهنّ من العبوديّة وسوء المعاملة وطمس الهويّة.
وللمرّة الأولى في تاريخ دولة إسرائيل، أنشأت حزباً سياسيّاً مؤلّفاً من نساء أرثوذكسيّات متطرّفات ترشّح لمقعد في الكنيست في 17 آذار/مارس. وعلى مدى سنوات عدّة، أنهكت النظام القضائيّ وغيره من المؤسّسات بعرائض وتظاهرات وثورات محليّة، مثلاً في الانتخابات البلديّة في بتاح تكفا، وفي انتخابات المجلس الطلابيّ في إحدى الجامعات، وفي نضالات ضدّ مؤسّسات دينيّة متعدّدة. وهي تقوم بكلّ ذلك بمفردها وتحارب بكلّ قوّتها. تُهزم مرّة تلو الأخرى، فتقف من جديد وتتابع مسيرتها. تعرف أنّ انتصارها سيدخل التاريخ. ففي يوم من الأيّام، بعد سنة أو 10 سنوات أو 50 سنة ربّما، ستفوز امرأة أرثوذكسيّة متطرّفة بمقعد خاصّ بها في الكنيست الإسرائيليّ، الهيئة التشريعيّة لدولة إسرائيل. وعندما يحصل ذلك، ستعرف تلك المرأة أنّ كوليان هي التي مهّدت لها الطريق للوصول إلى الكنيست.