تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

هل يمكن الجمع بين التشدد الإسلامي والنضال النسوي؟

النشطاء النسويون وسواهم في الغرب ممن يتمسّكون بـ"تحرير" النساء في العالم الإسلامي يتجاهلون شكلاً من أشكال النسوية الإسلامية يطالب بإتاحة مساحة عامة وخاصة أمام النساء للمساهمة في المجتمع.
A Palestinian girl recites Koran to her teacher during a Koran memorization lesson on the first day of the holy fasting month of Ramadan at a mosque in Gaza City June 29, 2014.REUTERS/Mohammed Salem (GAZA - Tags: RELIGION SOCIETY EDUCATION) - RTR3W9WR

يقف التشدد الإسلامي والنضال النسوي على طرفَي نقيض. فالتطرف الإسلامي متّهم بتقويض مكتسبات تحرّر المرأة، في حين تسعى الحركة النسوية إلى تحرير النساء من قيود المنظومة الذكورية. على الرغم من أن الجندر يقع في قلب الحراك والمشاريع لدى التيار الإسلامي المتشدّد والحركة النسوية على السواء، إلا أن الانتماء إلى التيار الإسلامي والانتماء إلى الحركة النسوية أمران مختلفان. يعتقد كثرٌ أنه يستحيل الجمع بين الاتجاهَين، لكنه ممكن إذا كنّا مستعدّين للقبول بأن هناك العديد من التيارات النسوية والإسلامية المتشعّبة في العالم اليوم.

لقد تجزّأت الحركة النسوية، التي تستمدّ جذورها من نضال النساء في الغرب من أجل المساواة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إلى معسكرات متعدّدة. هناك مثلاً الناشطات النسويات المتقدّمات في السن اللواتي تعود جذورهن إلى الحراك النسوي المتشدّد الذي سعى إلى تحرير المرأة ليس فقط من القيود الدينية والقانونية والسياسية المتجذّرة، إنما أيضاً من أشكال الاستغلال الأحدث المرتبطة بالرأسمالية والنيوليبرالية المفرطة والنزعة الاستهلاكية الأنثوية المتمثّلة بالجراحة التجميلية والتسوّق. ويحلّ الآن مكان هذا الحِراك نوعٌ من النسوية الليبرالية حيث تنجذب النساء إلى الميادين الاقتصادية الليبرالية تعبيراً عن تحقيقهن لذواتهن.

Access the Middle East news and analysis you can trust

Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.

Subscribe

Only $100 per year.