لقد تعهّد القادة العسكريون الإيرانيون بالرد على إسرائيل على خلفية الغارة التي شنّتها في سوريا في 18 كانون الثاني/يناير الجاري وأسفرت عن مصرع قائد عسكري إيراني وستّة مقاتلين من "حزب الله".
وقد أعلن رئيس الحرس الثوري الإسلامي، محمد علي جعفري، في بيان: "فلينتظر الصهاينة صواعق مدمّرة" مضيفاً: "لقد شهدوا على غضبنا من قبل". وقال إن الحرس الثوري "سيبقى صامداً حتى انهيار النظام الصهيوني".
وعلّق جعفري على مقتل العميد محمد علي الله دادي، القيادي في الحرس الثوري، وجهاد مغنية، نجل القيادي في "حزب الله"، عماد مغنية، الذي اغتيل في العام 2008، قائلاً: "اليوم، جميع الشبان في العالم الإسلامي هم جهاد مغنية، وجميع قادة الثورة الإسلامية هم الله دادي". وتابع: "لقد أظهرت تركيبة هؤلاء الشهداء أن الثورة الإسلامية لا تعرف حدوداً".
وخلال مراسم تشييع الله دادي في 21 كانون الثاني/يناير الجاري، قال مساعد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء مصطفى إيزدي: "سيثأر مقاتلو الإسلام لدماء الشهداء ثأراً قوياً".
وأثنى إيزدي على الله دادي قائلاً: "سيُكمل الجيل الثالث من الثوّار مساره، ولن تتأثّر الحركة بعمل يائس قام به النظام الصهيوني".
ورداً على التقارير التي تحدّثت عن عدم علم إسرائيل بوجود قيادي إيراني ضمن المجموعة التي تم استهدافها، قال إيزدي: "عدونا متفلّت من كل القيم، وكانوا يعلمون أن المجموعة تضم إيرانيين ولبنانيين وسوريين، وخُيِّل إليهم أنهم سيحقّقون نتائج ما من هذه العملية، لكن عندما رأوا رد الفعل القوي من حزب الله، قالوا ذلك بدافع الخوف".
اللافت هو أن أياً من التقارير لم يتحدّث عن وجود سوريين في الموكب. وقد أشار إيزدي إلى أنها أول غارة إسرائيلية تستهدف قيادياً إيرانياً في سوريا، هذا مع العلم بأن حسن الشاطري قُتِل أيضاً، بحسب التقارير، على يد إسرائيل في شباط/فبراير 2013، إنما على الحدود السورية-اللبنانية.
وقد أضاف إيزدي: "ستستمر الجمهورية الإسلامية في مساعدة سوريا، شعباً وحكومة، من أجل إرساء الأمن".
وكان للقيادي حسين حمداني، الذي يتولّى، بحسب تصريحات المسؤولين الإيرانيين، إنشاء الميليشيات والتنظيمات شبه العسكرية في سوريا، كلمةٌ أيضاً في مراسم تشييع الله دادي اعتبر فيها أنه أصبح هناك الآن ثلاثة "حزب الله" في المنطقة.
فقد قال: "وعدَ الله بأنكم إذا قاومتم وكان لكم وجود، لا داعي لأن تقلقوا بشأن النتائج. هذا ما تستمدّون منه نصركم. وعد الله أيضاً بأن يجعل أعداءكم من الأكثر غباء، وهم يرتكبون أخطاء. ذات مرة، ارتكب العدو خطأ ودخل جنوب لبنان، فأبصر حزب الله النور. ثم دخل سوريا، فولد حزب الله آخر. وهذا العام، دخلوا العراق، فأبصر حزب الله ثالث النور"، مضيفاً: "اليوم، يشعّ حزب الله في المنطقة كما الشمس".
واعتبر أن الهجمات التي تُشَنّ ضد مواكب مماثلة تهدف إلى نشر الخوف، "لكنهم لا يعلمون ولا يفهمون أننا نذهب مسرعين إلى الاستشهاد"، مشيراً إلى أنه بدلاً من التسبّب بالخوف، تولّد هذه الهجمات "موجة من الجهاد والاستشهاد".