خلال مؤتمر لمحاربة الفساد، انتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني الفساد بشدّة، ووفق عدّة مراقبين، أدان بشكل غير مباشر هيمنة الحرس الثوري الإيراني على المسائل العسكرية والاقتصادية والإعلامية.
خلال الخطاب الذي ألقاه في 8 ديسمبر/كانون الأول، قال روحاني، "علينا إلغاء حصر السلطة في مؤسسة واحدة إذ أنّ ذلك يولّد الفساد بغض النظر عمّا نفعله. فإذا حُصرت الأسلحة والمال والصحف والمواقع الإلكترونية في مكان واحد، يكون الفساد محتّماً."
بحسب الموقع الإلكتروني للروحاني، تذكّر كيف أنّه في العقد الأول بعد الثورة الإسلامية في العام 1979 عندما كان عضواً في البرلمان، ناضلوا لإخضاع وكالة المخابرات الإيرانية للإدارة وتحويلها إلى وزارة ومنح البرلمان دوراً إشرافياً. وأضاف بأنّهم حاولوا جاهدين أن تكون وزارة الاستخبارات غير مسلّحة.
وأضاف روحاني أنّ وكالة المخابرات وُضعت تحت سلطة الإدارة، قائلاً، "إذا جمعت المخابرات والأسلحة والمال ورأس المال والمواقع الإلكترونية والصحف ووكالات الأنباء تحت مؤسسة واحدة، سيستشري الفساد فيها."
وتابع روحاني، "لدينا مشاكل علينا حلّها. وحصر السلطة في مكان واحد يولّد الفساد." وطرح السؤال التالي، "لمَ وُجدت ثلاث أقسام؟ لمَ كان ذلك أساسياً؟ إنّ فصل الأقسام يهدف إلى التحكّم بالسلطة."
كما ذكر روحاني أنّ موقع المرشد الأعلى الذي وصفه بـ"المرشد العادل" و"السلطة الأعلى في البلاد" لديه هيئة مشرفة تُدعى مجلس الخبراء وقد تأسّس هذا المجلس في عهد المرشد الأعلى السابق آية الله روح الله الخميني. طرح روحاني السؤال، "لمَ نصّ الدستور على قيام هيئة مماثلة خلال عهد الإمام الخميني؟ لأنّ أي سلطة لا تخضع للإشراف ستعاني من المشاكل."
اعتبرت عدّة مواقع أخبار ايرانية متكلّمة باللغة الفارسية خارج إيران، بما فيها بي.بي.سي الفارسية وإذاعة فاردا ودويتشه فيله،
أنّ تعليقات روحاني موجهة ضدّ الحرس الثوري الإيراني الذي يخضع مباشرة للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. وقد لعب الحرس دوراً بارزاً في الحرب العراقية – الإيرانية، وبفضل مشاريع البناء التي تولّاها خلال تلك الحقبة، يتمتّع بتأثير ملحوظ على المشاريع الاقتصادية اليوم، وتحديداً عبر اتحاد خاتم الأنبياء. ويُعتقد أنّ العديد من المواقع الإلكترونية وبعض الصحف تجمعها علاقات وثيقة بالحرس الثوري الإيراني وتعكس أخبارها هذه العلاقة.
منذ استلام روحاني زمام السلطة في أغسطس/آب 2013، اختلفت إدارته مع الحرس الثوري الإيراني على عدّة أمور وانتقدا بعضهما البعض في الشؤون الاقتصادية والأمنية.
في الأسبوع الماضي، عاتب قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري بشكل غير مباشر وزير الخارجية محمد جواد ظريف لقوله إنّ المفاوضات هي التي حافظت على الأمن الايراني وليس الجيش الإيراني والقدرات الدفاعية.
انتقد آية الله خامنئي المؤتمر الذي تحدّث خلاله روحاني والذي كان تحت راية "تعزيز الإدارة السليمة ومكافحة الفساد." ودعا نائب الرئيس الايراني إسحاق جهانكيري المرشد الأعلى إما إلى التحدّث إلى الحاضرين أو بعث رسالة تُقرأ قبل بدء المؤتمر.
بناءً على ذلك، أرسل مكتب خامنئي رسالة نُشرت أيضاً على موقع Khamenei.ir مفادها التالي، "أشيد بجهود المسؤولين، ولكن ما هي الأعجوبة التي من المُفترض أن يحققها هذا المؤتمر وأمثاله؟ أليست مسؤوليات المسؤولين في الأقسام الثلاثة واضحة؟"
وتابعت الرسالة، "لمَ لم تُتّخذ خطوات أساسية وثابتة كي يرى الجميع نتائج ملموسة؟ أتوقع من المسؤولين أن يتخذوا قرارات راسخة وقابلة للتنفيذ ويطبقوها، سواء عُقدت مؤتمرات أو لم تُعقد."