إنّ المشروع الذي يقوم به تنظيم "الدولة الإسلاميّة" أكبر بكثير من مجرّد تغيير سياسيّ في خارطة المنطقة، بل إنّه يسعى وراء تغيير جوهريّ وشامل على كلّ مستويات الحياة العامّة الثقافيّة، الاجتماعيّة، الاقتصاديّة والسياسيّة وأبعادها في المنطقة. إنّها ثورة إيديولوجيّة كبرى على غرار الثورة الشيوعيّة في روسيا والصين.
وتقوم الثورات الإيديولوجيّة عادة بتغييرات ثقافيّة جذريّة في النظام التعليميّ، فور حصولها على السلطة السياسيّة حتّى قبل استقرارها. وسبب ذلك أنّ الأهداف الثقافيّة من الأولويّات الأساسيّة لهذه الجماعات، التي تعدّ السلطة السياسيّة مجرد وسيلة لتحقيقها، وليست أهدافاً بالمستوى نفسه.