قام الكاتب والباحث العراقيّ الشهير بير خدر سليمان في الثامن عشر من سبتمبر بحرق مكتبته، احتجاجاً على ما يحدث من إبادة كاملة للأقليّات العراقيّة. لقد جمع أعداداً كبيرة من الكتب، في حضور عدد من مؤيّديه وأشعل النّار فيها، وهو يبكي على سنوات طويلة من جهده في حياته العلميّة. ويعدّ سليمان أحد أشهر الباحثين العراقيّين في التّعريف عن الأقليّة الإيزيديّة، وتعدّ مؤلّفاته من أندر البحوث العلميّة التي قدّمت صورة حقيقيّة عن هذه الأقليّة، وانتقدت الصور النمطيّة المحيطة بها في المؤلّفات العربيّة والانكليزيّة. وقد نشر سليمان تسعة كتب باللغات الانكليزيّة، العربيّة والكرديّة خلال أربعة عقود من الجهد العلميّ في حياته. وكانت تضمّ مكتبته نصوصاً قيّمة في مواضيع عدّة وبعضها نادرة حول الأقليّة الإيزيديّة، والتي جمعها خلال رحلته العلميّة الطويلة بما فيها مؤلّفاته الّتسعة.
وفي حوار مع "المونيتور"، قال سليمان: "بذلت كلّ عمري في التّعريف عن الإيزيديين وبيان هذه الحقيقة بأنّهم أناس مسالمين وأتباع ديانة غير تبشيريّة ولا يشكّلون أيّ خطر على أيّ مكوّن آخر، وأنّهم لا يريدون سوى التّعايش السلميّ مع الآخرين في بلدهم العراق. وقد واجهت صعوبات كبيرة في أكثر من أربعة عقود من الجهد العلميّ والبحثيّ الذي قمت به. وقام بعض الحكومات العراقيّة السّابقة بمنع نشر مؤلّفاتي، ممّا أجبرني على التوقّف عن الكتابة بالعربيّة، وتوجّهت إلى الكرديّة والانكليزية. وفي نهاية الأمر، أرى أنّ هذا الجهد كلّه كان بلا جدوى. فإذا القلم لا يمكنه أن يترك أثره الإيجابيّ في بيئة طاردة لنا بشكل مطلق، فمن الأفضل أن تُحرَق هذه الكتب والمؤلّفات التي عجزت عن القيام بدورها".