وزع مسلحو "داعش" بعد ظهر يوم السبت 6 أيلول، خبراً مفاده أنهم عمدوا إلى ذبح جندي لبناني أسير لديهم. علماً أن مسلحي ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام، لا يزالون يحتجزون أكثر من عشرة عسكريين لبنانيين، كانوا قد قاموا بخطفهم أثناء الاشتباكات التي خاضوها مع الجيش اللبناني في جرود عرسال، شمال شرق لبنان، في 2 آب الماضي. وخلال اسابيع من التفاوض غير المباشر بين "داعش" والسلطات اللبنانية، طالب هؤلاء بإطلاق سراح أكثر من 400 موقوف إسلامي من السجون اللبنانية، غالبيتهم متهمون بارتكاب أعمال إرهابية مختلفة. وفي خطوة للضغط على المسؤولين اللبنانيين، عمد مسلحو "اعش" إلى ذبح الجندي علي السيد، وهو سني من عكار، كما إلى التهديد بذبح آخرين ما لم تلب مطالبهم. غير أن الحكومة اللبنانية في جلستها التي عقدتها يوم الخميس في 4 أيلول أعلنت رفضها أي تفاوض مباشر مع الخاطفين، كما رفضها أي مقايضة أو تبادل بين العسكريين والإسلاميين المسجونين. مسلحو "داعش" لم يتأخروا في الرد. فبعد أقل من 48 ساعة على قرار مجلس الوزراء، وزعوا صورة تظهر ذبحهم جندياً لبنانياً ثانياً. لكن الأخطر إشارة هؤلاء إلى أن ضحيتهم الثانية هو الجندي عباس مدلج، من الطائفة الشيعية. أكدت مصادر حكومية لموقعنا أن المسألة على قدر كبير من الخطورة. ذلك أن عائلات وعشائر شيعية كانت قد هددت، في حال تصفية أحد الجنود الشيعة، بالرد انتقاماً من مخيمات النازحين السوريين في المناطق البقاعية. وهي مخيمات يشتبه بأنها تؤي عدداً كبيراً من مناصري "داعش". وهو ما جعل وزير الداخلية اللبنانية يعلن قبل أيام أن ما يقوم به مسلحو "داعش" يهدد سلامة أكثر من مليون نازح سوري في لبنان. المصادر الحكومية تعيش الآن حالة حبس أنفاس، في انتظار تأكد الخبر وترقب ردود الفعل عليه. وهي لا تتردد في القول أن منطقة البقاع تعيش لحظات دقيقة جداً وقد تكون مهددة باضطرابات خطيرة.
ذبح جندي شيعي يحبس أنفاس البقاع
Access the Middle East news and analysis you can trust
Join our community of Middle East readers to experience all of Al-Monitor, including 24/7 news, analyses, memos, reports and newsletters.