توافقاً مع سياسة الأمر الواقع، وفي محاولة لفتح صفحة جديدة من العلاقات تقوم على حسن الثّقة لتخطّي أزمة النّزاع حول مشروع سدّ النّهضة الإثيوبيّ، يحاول كلّ من القاهرة وأديس أبابا الآن إظهار قدر من الإلتزام والجديّة في تنفيذ خارطة الطريق المتّفق عليها في مفاوضات الخرطوم في 25 أغسطس الماضي، رغم مؤشّرات استمرار تخوّفات القاهرة من السدّ وإصرار إثيوبيا على بنائه بالمواصفات المعلنة نفسها.
وفي 21 سبتمبر الجاري، توجّه وزير الموارد المائيّة والريّ المصريّ حسام مغازي إلى أديس أبابا، للمرّة الأولى منذ بداية الخلاف حول سدّ النّهضة، وعقدت الاجتماعات الأولى للّجنة الوطنيّة بين خبراء المياه والسدود في مصر والسودان وإثيوبيا، والمنوط بها تنفيذ خارطة الطريق خلال ستّة أشهر فقط، لتنفيذ الدّراستين المتعلّقتين بتأثير السدّ على معدّل تدفّق المياه إلى مصر والسودان وتأثيراته البيئيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة، من خلال مكتب استشاريّ دوليّ، بحسب توصيات التّقرير النهائيّ للّجنة الدوليّة للخبراء.