تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

المتطوّعون العراقيّون... الحماس وحده لا يكفي

إذ يتحدّث حميد بحماس عالٍ عن استعداده لقتال "الدولة الإسلاميّة" والدفاع عن الوطن، فإنّ الواقع يشير إلى أسباب أخرى دفعته إلى الانخراط في صفوف المتطوّعين، ومنها البطالة والحاجة الماديّة.
Armed tribal fighters take part in a mission to secure an area from militants of the Islamic State, formerly known as the Islamic State in Iraq and the Levant (ISIL), in the Hamrin mountains in Diyala province July 25, 2014. Picture taken July 25, 2014.  REUTERS/Stringer (IRAQ - Tags - Tags: CIVIL UNREST POLITICS) - RTR409ZG

تتواصل عمليّات الحشد الشعبيّ استجابة لفتوى "الجهاد الكفائيّ" التي صدرت بعد ثلاثة أيّام من احتلال تنظيم "الدولة الإسلاميّة" لمدينة الموصل (465 كلم شمال بغداد) في العاشر من حزيران/ يونيو الماضي.

ومن بين نحو مائتي متطوّع، يتدرّب سعد حميد (20 عاماً) في الكفل جنوب بابل (100 كم جنوب بغداد) في دورة تدريبيّة تستغرق شهراً، يتعلّم خلالها استخدام السلاح وأساليب القتال، ليلتحق بعدها مع رفاقه بجبهات القتال.

وإذ تحدّث حميد لـ"المونيتور" في 24 تمّوز/يوليو في بابل، بحماس عالٍ عن استعداده لقتال "الدولة الإسلاميّة" والدفاع عن الوطن، استجابة لدعوة المرجعيّة الدينيّة للجهاد الكفائيّ، فإنّ الواقع يشير إلى أسباب أخرى دفعته إلى سرعة الانخراط في صفوف المتطوّعين، ومنها البطالة والحاجة الماديّة.

يقول حميد: "أنا مطمئنّ نفسيّاً لحصولي على دخل شهريّ ثابت لإعالة أسرتي المؤلّفة من أمّي وأخواتي الثلاثة".

وتشير الجولة الاستقصائية الميدانيّة لكاتب المقال بين صفوف المتطوّعين إلى أنّ "غالبيّة المتطوّعين هم مثل سعيد أي من الطبقة المسحوقة التي تسعى إلى الحصول على مصدر رزق بأيّ ثمن".

ويعوّل كلّ متطوّع على الحصول على ما يعادل 400 دولار شهريّاً كراتب، يرتفع إلى نحو 600 دولار اذا ما التحق بجبهات القتال.

وفي معسكر تدريبيّ شمال الحلّة في مركز محافظة بابل، وهو عبارة عن قاعدة أميركيّة سابقة تسمّى "كالسو"، تدرّب علي حسن الجبوري (19 عاماً ) لمدّة شهر ونصف، ليلتحق في منتصف تمّوز/يوليو بالسرايا المقاتلة في منطقة جرف الصخر شمال بابل، وهي من المناطق المضطربة التي تشهد معارك كرّ وفرّ بين الجيش والقوّات الأمنيّة والمتطوّعين من جهّة، والجماعات المسلّحة من جهّة أخرى.

 وعلى الرغم من الحماس الكبير في نفس الجبوري للقتال، وشعوره بأنّ قتال "الدولة الإسلاميّة" واجب وطنيّ، إلاّ أنّه أكّد لـ"المونيتور" في 24 تمّوز/يوليو في بابل، أنّ "غالبيّة المتطوّعين لم يتلقّوا التدريب الكافي وتنقصهم الخبرة القتاليّة، إضافة إلى أنّ غالبيّتهم من صغار السنّ ومن الطبقات الفقيرة، وهم يجدون في التطوّع فرصة لتوفير دخل ماديّ لهم".

وأكّد الضابط في الجيش العراقيّ سعد حسّون لـ"المونيتور" في 23 تمّوز/يوليو في بابل حقيقة أنّ "غالبيّة المتطوّعين يحتاجون إلى تدريب نوعيّ وفترة زمنيّة كافية لإجادة استعمال السلاح وفنون القتال"، مؤكّداً أنّ "الحماس الوطنيّ سيكون تهوّراَ ويزيد من الخسائر البشريّة، اذا لم يقترن بالتدريب الكافيّ".

كما أنّ الجانب المفلت حسب حسّون هو أنّ "الآلاف من العراقيّين ممّن يمتلكون خبرات قتاليّة كبيرة جرّاء اشتراكهم في الحروب التي خاضها العراق منذ ثمانينيّات القرن الماضي والغزو العراقيّ للكويت، وعلى الرغم من أنّهم من الجيل القديم، إلاّ أنّه كان من الممكن الإستفادة منهم في مجال الخبرات والتدريب".

ولم تتوقّف عسكرة المجتمع العراقيّ منذ ثمانينيّات القرن الماضي، حين شكّل النظام العراقيّ السابق ميليشيات الجيش الشعبيّ القتاليّة لمساعدة الجيش العراقيّ في حربه مع إيران، حيث يتكرّر المشهد اليوم في ظروف وأغراض مختلفة.

لكنّ حسّون يعتقد أنّ "الجيش الشعبيّ في ذلك الوقت كان أكثر تنظيماً وقوّة من جيوش المتطوّعين الآن، وكان يعتمد على فئات عمريّة أكبر في معدّلاتها من المتطوّعين اليوم".

ويجسّد قيس حمزة (25 عاماً) من بابل، أحد النماذج القتاليّة التي خرّجتها مراكز التطوّع، وقد أرسل للقتال في منطقة التاجي في بغداد ليشارك في التصدّي لهجوم للجماعات المسلّحة، استشهد أثناءه ثلاثة من رفاقه المتطوّعين.

واعترف حمزة لـ"المونيتور" في 24 تمّوز/يوليو في بابل، وهو لا يملك مصدر رزق سوى ما يحصل عليه من انخراطه في صفوف المقاتلين أنّ "الكثيرين من الفتيان الشباب الذين نقلوا إلى جهّات القتال سقطوا قتلى بسبب الحماس غير المقرون بالخبرة والتدريب الجيّد".

كما أكّد ضابط عراقيّ مسؤول عن تدريب متطوّعين في مركز تدريب بابل، رفض الكشف عن إسمه لأسباب أمنيّة، لـ"المونيتور" في 24 تمّوز/يوليو في بابل أنّ "هناك حشد كميّ لا نوعيّ وأنّ العمليّة تحتاج الى انتقائيّة للحصول على مقاتل نوعيّ يستطيع دحر الإرهاب بأقلّ الخسائر في الأرواح والمعدّات".

Join hundreds of Middle East professionals with Al-Monitor PRO.

Business and policy professionals use PRO to monitor the regional economy and improve their reports, memos and presentations. Try it for free and cancel anytime.

Already a Member? Sign in

Free

The Middle East's Best Newsletters

Join over 50,000 readers who access our journalists dedicated newsletters, covering the top political, security, business and tech issues across the region each week.
Delivered straight to your inbox.

Free

What's included:
Our Expertise

Free newsletters available:

  • The Takeaway & Week in Review
  • Middle East Minute (AM)
  • Daily Briefing (PM)
  • Business & Tech Briefing
  • Security Briefing
  • Gulf Briefing
  • Israel Briefing
  • Palestine Briefing
  • Turkey Briefing
  • Iraq Briefing
Expert

Premium Membership

Join the Middle East's most notable experts for premium memos, trend reports, live video Q&A, and intimate in-person events, each detailing exclusive insights on business and geopolitical trends shaping the region.

$25.00 / month
billed annually

Become Member Start with 1-week free trial
What's included:
Our Expertise

Memos - premium analytical writing: actionable insights on markets and geopolitics.

Live Video Q&A - Hear from our top journalists and regional experts.

Special Events - Intimate in-person events with business & political VIPs.

Trend Reports - Deep dive analysis on market updates.

We also offer team plans. Please send an email to pro.support@al-monitor.com and we'll onboard your team.

Already a Member? Sign in