تحدّث المرشد الإيرانيّ الأعلى آيه الله علي خامنئي اليوم، 13 آب/أغسطس، أمام سفراء وديبلوماسيّين ومسؤولين أجانب من وزارة الخارجيّة الأميركيّة. فرحّب برئيس الوزراء العراقيّ الجديد حيدر العبادي، آملاً أن يشكّل حكومة جديدة. وقال إنّه يؤيّد استمرار المحادثات النوويّة، لكنّ المحادثات الثنائيّة بين الولايات المتّحدة وإيران في إطار المفاوضات النوويّة ليست عديمة الجدوى فحسب، بل قد تسبّب "ضرراً" أيضاً.
وبحسب موقع "khamenei.ir"، قال المرشد الأعلى، ردّاً على خطاب الرئيس حسن روحاني الأخير الذي قال فيه إنّ إيران ستتعاون مع العالم: "هناك استثناءان في هذا السياق: النظام الصهيونيّ وأميركا". وشرح قائلاً إنّ "العلاقات مع أميركا والمفاوضات مع هذا البلد – ما عدا حول مسائل محدّدة – لا تحمل أيّ منفعة، وهي مضرّة أيضاً. وأيّ انسان عاقل يسعى وراء أمر ليس فيه منافع؟"
وقال آية الله خامنئي: "قد يدّعي البعض أنّنا إذا جلسنا على طاولة المفاوضات مع أميركا، سنحلّ الكثير من مشاكلنا. لكنّنا عرفنا أنّ هذا غير صحيح، وقد أثبتت حالات السنة الماضية هذا الواقع من جديد".
وأضاف أنّه في الماضي القريب، لم تحصل أيّ اتّصالات ديبلوماسيّة بين المسؤولين الأميركيّين والإيرانيّين، لكنّ ذلك تغيّر مع المحادثات النوويّة بين إيران والدول الخمس دائمة العضويّة في مجلس الأمن التابع للأمم المتّحدة زائد ألمانيا. وبالتالي، أجرى المسؤولون الأميركيّون والإيرانيّون "على مستوى وزارة الخارجيّة اتّصالات واجتماعات ومفاوضات، لكنّ تلك الاتّصالات لم تأتِ بأيّ منفعة، وأصبحت لهجة الأميركيّين فيها قاسية ومهينة أكثر، وزادت توقّعاتهم".
وأشاد المرشد الأعلى بالمفاوضين الإيرانيّين لأنّهم ردوّا "بقوّة أكبر" على التصريحات التي أدلى بها المسؤولون الأميركيّون، لكنّه أضاف: "أصبح واضحاً في المفاوضات، وخلافاً لاعتقادات البعض، [أنّهم] لم يساعدوا في شيء".
وتابع: "نحن لا نمنع استمرار المفاوضات، وما بدأه [وزير الخارجيّة محمد جواد] ظريف وأصدقاؤه، والذي تطوّر بشكل جيّد حتّى اليوم، سيستمرّ. لكنّ هذه التجربة كانت تجربة أخرى قيّمة جداً جعلتنا جميعاً ندرك أنّ الاجتماع بالأميركيّين والتحدّث معهم لا يساهمان على الإطلاق في تخفيف عداوتهم ولا يحملان أيّ منفعة".
وأضاف أنّ عقد اجتماعات مع الولايات المتّحدة سيؤدّي إلى اتّهامات مفادها أنّ لإيران "شكوكاً" حول مواقفها، و"سيُظهر الغربيّون، بحملاتهم الدعائيّة الضخمة، الجمهوريّة الإسلاميّة خاملة ومرتبكة".
وتطرّق آيه الله خامئني في خطابه إلى العراق أيضاً، قائلاً: "بإذن الله، سيؤدّي تعيين رئيس جديد للوزراء في العراق إلى توحيد الصفوف وتشكيل حكومة كي يتمكّنوا من العمل وتلقين من يريدون زرع الفتنة في العراق درساً".
وقبل الخطاب، تحدّث ظريف وشكر المرشد الأعلى على دعمه، قائلاً: "نحن عازمون على تطبيق السياسة الخارجيّة التي وضعها المرشد الأعلى بأفضل طريقة ممكنة". وبموجب الدستور الإيرانيّ، يملك المرشد الأعلى الكلمة الفصل حول مسائل السياسة الخارجيّة، بما في ذلك البرنامج النوويّ والمفاوضات النوويّة.