في الأسبوع الأوّل من عمليّة "الجرف الصامد"، تحدّثتُ مع رئيس تحرير إذاعة فلسطينيّة في رام الله. سألتُه عن رأي سكّان الضفّة الغربيّة في النزاع المسلّح مع حركة حماس في قطاع غزّة، فأجابني: "الناس هنا يضحكون عليكم. إذا كانت هذه هي إسرائيل، فبإمكاننا نحن أن نحرّر يافا وعكّا وحيفا".
وعبّر زميلي الفلسطينيّ من رام الله عن إعجابه بالقوّة التي اكتسبتها حماس، والتي فاجأت سكّان الضفّة الغربيّة. لكنّه أشار أيضاً، وعلى وجه الخصوص، إلى ردّ إسرائيل الضعيف والمتردّد في رأيه. (وافقت إسرائيل على وقف إطلاق النار بعد إطلاق وابل من الصواريخ على تل أبيب وأبعد منها شمالاً في 15 تموز/يوليو). وبعد يومين، في 17 تموز/يوليو، بعد هجوم حماس على الحدود بين غزّة وإسرائيل عبر أحد الأنفاق، نقلت قوّات الدفاع الإسرائيليّة المعركة إلى البرّ. في تلك اللحظة، تحوّل الإعجاب في الضفّة الغربيّة إلى قلق كبير، لا بسبب الأحداث في غزّة فحسب، بل أيضاً بسبب الخوف من انتقال العنف إلى المكان الذي بدأ فيه كلّ شيء. فالعمليّة العسكريّة بدأت في غزّة بعد مقتل الشبّان الثلاثة في مستوطنة غوش عتصيون في الضفّة الغربيّة.